دمشق-سانا
ناقش المشاركون في ندوة “المشروع القومي العربي وآفاقه المستقبلية” في دار البعث بدمشق دور الشباب في استنهاض المشروع القومي العربي والأخطار التي تحيق بهذا المشروع النهضوي في ظل استمرار المؤامرات الاستعمارية والمشاريع التقسيمية ضد الأمة العربية.
وبحث المشاركون في الندوة التي نظمتها اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المخطط الصهيوني بالتعاون مع منظمة اتحاد شبيبة الثورة وفصائل المقاومة الفلسطينية آليات التصدي للمخطط الصهيوني الاستيطاني الذي يهدد الأمة العربية بأسرها ومواجهة الغزو الثقافي والأفكار الإرهابية والتكفيرية التي تستهدف الشباب العربي.
ولفت المدير العام لدار البعث الدكتور عبد اللطيف عمران إلى القلق الذي بات يؤرق الشارع العربي حول مصير المشروع القومي العربي بعد انتشار موجات التطرف والإرهاب والتكفير المدعومة غربيا والممولة من دول الرجعية العربية ودور الشباب العربي في العزوف عن هذه الأفكار الهدامة وإعادة الهوية القومية العربية إلى حضورها وفاعليتها.
وأشار عمران إلى أن المشروع القومي العربي يتعرض اليوم إلى تحد كبير من خلال العبث بمستقبل الأجيال القادمة والعمل على تقديم طروحات مناقضة لهذا المشروع التقدمي تهدف إلى تزوير الإسلام الحقيقي وتشويه صورة المقاومة الوطنية وزج الشباب لخدمة المشاريع الاستعمارية والصهيونية وعلى رأسها مشروع الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة.
من جهته أكد عضو القيادة العامة لمنظمة الصاعقة المهندس كمال الحصان أهمية إجراء مراجعة جادة ومعمقة لتجديد الفكر القومي العربي في الأساليب والوسائل والأدوات بما يتناسب مع المتغيرات الحالية مطالبا النخب الفكرية والثقافية بالحفاظ على الهوية العربية كأولوية محسومة والتأكيد على محورية القضية العربية المركزية وهي قضية فلسطين.
ورأى المهندس الحصان أن ما تتعرض له سورية من حرب إرهابية كونية هي نتيجة لمواقفها الوطنية والقومية ودعمها لقوى المقاومة العربية ودفاعها عن الحقوق العربية المشروعة وتصديها للمشاريع الاستعمارية التي تستهدف المنطقة.
بدوره أشار نائب رئيس منظمة اتحاد شبيبة الثورة الياس شحود إلى أن العروبة ليست مجرد هوية قومية بل دعوة تنطوي على مشروع نهضوي للأمة العربية تحقق لها أهدافها وتترجم الرابطة القومية التي تجمع أبناءها في كيان سياسي ثقافي واقتصادي ودفاعي جامع داعيا إلى التمسك بالمشروع القومي العربي باعتباره خشبة الخلاص التي توفر للأمة عوامل قوتها ومنعتها وحريتها وتطورها ويضمن لها موقعها الحضاري والإنساني بين الأمم.
ودعا شحود إلى مراجعة أسباب “تعثر” المشروع القومي في المراحل السابقة واستخلاص الدروس والعبر لتوفير ظروف نجاحه في المستقبل وتوضيح الصورة الحقيقية للعلاقة بين الإسلام والعروبة والعلاقة التكاملية بين الدوائر الوطنية والقومية وربط المشروع القومي العربي على مستوى الأمة برؤى وبرامج تفصيلية على المستوى القطري، مشددا على ضرورة التواصل بين الأفكار والأجيال والتأكيد على تطوير الخطاب القومي وأدواته ووسائله بما ينسجم مع روح العصر والثورة التكنولوجية.
وأشار المشاركون إلى ضرورة العمل على تعزيز مفهوم الانتماء للأمة العربية والدفاع عن الهوية العربية والترويج لأهداف المشروع القومي العربي الحضارية والتقدمية والديمقراطية في ظل ما تعرض له من انتقادات من قبل بعض قوى الرجعية العربية إضافة إلى إعادة تشكيل الوعي القومي عند الشباب من خلال تعميق العلاقة بين المشروع القومي والعلم والتكنولوجيا وتسليحهم بأفكار المقاومة ورفض التبعية وحب الوطن والدفاع عنه.
حضر الندوة رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني محمد مصطفى ميرو ورئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسين جمعة وعدد من أعضاء اللجنة وممثلون عن فصائل المقاومة الفلسطينية وشخصيات سياسية واجتماعية وإعلامية.