باريس-سانا
ذكرت صحيفة الفيغارو لفرنسية أن الشبهات حول اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالسم عادت الى الواجهة مجددا لتشير الى تورط اسرائيلي خطير.
ونشرت الصحيفة الصادرة اليوم مقالا كتبه جورج مالبرونو المختص بشؤون الشرق الأوسط و/ان جوان/ حمل عنوان ” ياسر عرفات نظرية التسمم أنعشت من جديد” وجاء فيه.. انه بعد ما يقارب العشر سنوات من وفاة الزعيم الفلسطيني يريد قضاة التحقيق الفرنسيون الذين يحققون في أسباب وفاته ان تكون الأمور واضحة بالنسبة لهم فبعد ارسال البيانات الجديدة الى الخبراء الفرنسيين الذين كانوا قد استبعدوا فكرة التسمم عادوا وطلبوا منهم اعادة صياغة نسختهم لغاية 30 حزيران .
وأشارت الصحيفة الى ان العدالة لم تقرر بعد ان كان موت عرفات طبيعيا ام تسمما موضحة انه منذ اب عام 2012 يحقق القضاة فابيين برنارد وجاك كازو وميرييل ديشيرو في /نانتير/ حول موت عرفات في مستشفى بيرسي دو كلامار في 11 تشرين الثاني 2004 في اعقاب شكوى بتهمة القتل قدمتها أرملته سهى عرفات.
وأكدت الصحيفة “ان القضاة لم يقتنعوا حتى الان بنظرية الخبراء الفرنسيين الذين كانوا قد خلصوا في كانون الأول عام 2013 الى ان عرفات لم يكن قد سمم ولكن في شباط الماضي حولوا لهم وثائق جديدة وطلبوا منهم فيما اذا كان يمكن ان تغير من استنتاجاتهم “.
ولفتت الصحيفة الى انه “من بين النقاط التي ينبغي ان يدرسها هوءلاء الخبراء القانونيون هناك مسألة مركزية حول النشاط الاشعاعي الذي وجد في القبر” موضحة ان العلماء المختصين عندما أخذوا عينات من بقايا جسم عرفات خلال استخراج الجثة في رام الله في تشرين الثاني 2012 قاسوا اثارا للبولونيوم /210/ وهي مادة مشعة سامة وجدت مرتفعة بنسبة 20 مرة في عظامه اكثر من الجثث الأخرى.
وتساءلت الصحيفة.. لماذا فروة الرأس مشعة اكثر من 11/33 مرة من الكفن ولماذا التراب الذي تحت جسد عرفات هو ايضا اكثر تلوثا ب 17 مرة من التراب الواقع بعيدا عن جسده.
وطلب محامو سهى عرفات من الخبراء السويسريين الذين كانوا قد خلصوا في تشرين الثاني 2013 الى أن التسمم كان فرضية /معقولة/ بأن يقارنوا تقاريرهم مع التقرير الفرنسي بحسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة.. تلك الدراسة الحرجة الموءلفة من 12 صفحة سلمت للقضاة واعتبارا من تلك الوثيقة قرر القضاة ان يطلبوا بالقيام بتحقيقات اضافية من الأطباء مارك توكلوين وباتريك باربيت من معهد الطب الشرعي ومارك دوفو المتخصص في علم السموم.
ولفتت الصحيفة الى ان السويسريين هم فقط الذين حصلوا على الأغراض الشخصية لعرفات التي كانت موجودة في حقيبة رياضية وقاموا بتحليلات اشعاعية ووجدوا اثار البلولونيوم 210 اكثر من 36 ضعفا من الأشياء التي كانت على اتصال مع سوائل الجسم/كالعرق واللعاب والبول / مشيرة الى ان نظرية التسمم بالبولونيوم كانت كافية ليتمكن القضاة من طلب استخراج الجثة.
وبينت الصحيفة ان السويسريين والفرنسيين لم تكن لهم نفس القراءة لتقرير المستشفى فالسويسريون لاحظوا ان تقرير المستشفى لم يستبعد فرضية التسمم للأعراض الأولى للمرض قبل شهر من وفاة عرفات.
وشكك كل من كبير الأطباء في المركز الجامعي الروماندي للطب الشرعي باتريس كانغان وفرانسوا بوشود مدير معهد الفيزياء الاشعاعية في المستشفى الجامعي في لوزان بالقراءة الفرنسية التي اكتفت بالتحليلات لاستبعاد اي اسباب سامة للمرض التي تسببت في الوفاة مشيرين الى ان “هذه التأكيدات تثير الدهشة وخاصة ان تحليلا للسموم لا يمكن ان يكون من حيث المبدأ شاملا”.
وأفادت كل التقارير التي قدمها قضاة التحقيق بعد استدعاء 49 شخصا في اطار لجنة دولية والاستماع الى اعضاء من الحرس الرئاسي واشخاص مقربين من عرفات بأن صحته بدأت تتدهور فجأة في 12 تشرين الأول 2004 بعد العشاء بوقت قليل بعد ان عالجه طبيب أسنانه.
وأوضحت التقارير ان عرفات بدأ يتقيأ ويشتكي من الام في بطنه وارتفعت درجة حرارته وفي الايام التالية لاحظ المقربون منه تدهورا سريعا في حالته العامة وفقد ثلاثة كيلوغرامات من وزنه خلال اسبوعين وكان في ذلك الوقت يعتصم في مقر السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية والتي كانت تحاصرها قوات الاحتلال الاسرائيلي.
وأشارت الصحيفة الى تورط اسرائيلي محتمل في ذلك مبينة ان حقيبة الادوية التي كانت مخصصة لعرفات “تم اتلافها بعد مغادرته مقر السلطة من قبل رئيس الأمن الرئاسي يوسف عبد الله بحسب عدة تصريحات ادليت امام المحاكم الفرنسية وحسب تحقيق داخلي فلسطيني فان محمد دحلان رئيس احد الأجهزة الامنية الفلسطينية المعروف بعلاقاته السابقة مع الشين بيت وهو جهاز الاستخبارات الداخلية الاسرائيلي هو الذي كان قد أعطاه الأمر بفعل ذلك”.
وذكرت الصحيفة ان سفيرة فلسطين في باريس ليلى شهيد التي استمع لها القضاة في شباط الماضي شرحت بأنها صدمت عندما لاحظت البثور في وجه عرفات عند نزوله من الطائرة في تشرين الثاني 2004 .
وأكدت الصحيفة ان وفاة عرفات احرجت فرنسا فورا ونقلت الصحيفة تصريحات لمسووءل كبير في جهاز الاستخبارات الفرنسية قال فيها بعد اربعين يوما من الوفاة مع ابتسامة مفهومة “اننا لا نعرف السبب الطبي لوفاة عرفات” بينما أكد مسؤول كبير في المخابرات الخارجية الفرنسية “أن أربعة اشخاص يعرفون كيف مات عرفات” وهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك ووزيرة الدفاع ميشيل اليوت ماري ورئيس المخابرات الخارجية بيير بروشاند ومدير مشفى بيرسي.
وأشارت الصحيفة الى العلاقات الفرنسية الاسرائيلية انذاك حيث كانت باريس قد اعادت علاقاتها للتو مع /اسرائيل/ بعد سنوات من العلاقات الصعبة واستقبل الرئيس الفرنسي شيراك بعد عدة اشهر رئيس الوزراء الاسرائيلي انذاك ارييل شارون في قصر الايليزيه.
وذكرت الصحيفة بالتهديدات الاسرائيلية التي سبقت ذلك عندما اكد شارون بأن عرفات ليس لديه “اي ضمانات على الحياة” مشيرة الى كتاب صدر عام 2006 للصحفي الاسرائيلي اوري دان يتطرق الى محادثة هاتفية اعلن خلالها شارون للرئيس الامريكي السابق جورج بوش بأنه لم يعد يشعر بأنه ملتزم بالوعد الذي كان قد اعطاه اياه في اذار 2001 بعدم المساس بحياة عرفات.
ونقلت الصحيفة عن جاسوس رئيسي قوله “ان باريس تعرف ولكنها تخرس” مضيفا هناك ملف مصنف كأسرار دفاع ولكن لن يتم رفع السرية عنه قبل خمسين سنة على الأقل مؤكدا أن /اسرائيل/ تقف وراء اغتيال عرفات بالسم.
الفيغارو: القضاة لم يقتنعوا أن عرفات مات بالسم
انظر ايضاً
4 وفيات و16 إصابة في حصيلة نهائية لحادث التدافع في المسجد الأموي الكبير
دمشق-سانا أعلن مدير صحة دمشق الدكتور محمد أكرم معتوق أن حصيلة الضحايا النهائية لحادث التدافع …