تكثر هذه الأيام تفوهات من يسمون أنفسهم «معارضين» سوريين، وعلى الأخص أصحاب «المناصب» الخلبية، فيقولون كلاماً عن الأزمة في سورية وسبل حلها لا تقوله دول كبرى وإن كانت توظفهم عندها، ولا تطرحه أي جهة دولية لها علاقة بحل الأزمات، أي إن تفوهات هؤلاء «المعارضين» تستهدف تسخين الأوضاع وعرقلة الحلول، وبالتالي الإيحاء أنهم موجودون ويستطيعون قول ما يطلب منهم على الفضائيات المختصة بمثل هذه الأقوال.
لذلك يعرف السوريون وغيرهم أن هؤلاء «المعارضين» تحت الطلب وكذلك تفوهاتهم التي لا تغير شيئاً حتى بأصغر قرية سورية، لأنها لا تعبّر عن رأي حتى لو مئة سوري، ولا تأثير لها على الأرض وكل ما في الأمر أن مشغلي هؤلاء في السعودية وقطر وتركيا طلبوا منهم قول مثل هذا الكلام الذي يخفي أهدافاً للمشغلين وليس «المعارضين» والأمر واضح هنا ولا يحتاج إلى براهين.
وللتذكير فقط فإن أحد هؤلاء «المعارضين» الساكنين في فنادق باريس غاب عن الفضائيات المختصة بالفتن لأكثر من سنة، ما دفع لإطلاق الكثير من التكهنات حوله وفجأة ظهر في الأسابيع الأخيرة وأطلق تصريحات طنانة رنانة لا يقبلها عقل سليم، وبعد الاستقصاء عن أسباب غيابه تبين أنها تعود لوقف مخصصاته المالية التي تقدمها السفارة السعودية، ولكن وبعد توسط زميل له أحطّ منه في «المعارضة» لدى السفارة أعادت له مخصصاته، فعاد هو على الفور إلى الفضائيات ليبث سمومه «المعارضة»، ويتفوه بكلام لا يقوله إلا المجانين، وهذا «المعارض» مسطرة كما يقولون قياساً بغيره من الذين يراجعون السفارات الإسرائيلية في أوروبا، طلباً لجعالات شهرية لقاء ما يمكن أن يقدموه لها من خدمات العمالة.
وهناك معلومات مسربة تشير إلى أن المعنيين بإشعال نار الفتن في السفارتين السعودية والقطرية يشتكون للمسؤولين في بلديهما من أن الكثير من «المعارضين» السوريين الذين يتعاملون معهم لا فائدة ترجى منهم، ولا يجيدون سوى «البَهْوَرة» على الفضائيات، لأن لا شيء يربطهم مع الميدان السوري، ولا يدرون أحياناً بما يجري على الأرض.
هؤلاء هم معارضو الفضائيات الذين تشغّلهم السعودية وقطر وتركيا و«إسرائيل» لتأجيج الأزمة في سورية إعلامياً ولإعطاء جرعات دفع للمجموعات الإرهابية على الأرض، هذه المجموعات التي تأخذ على عاتقها مهام القتل والتدمير والتنكيل لقاء ما يدفع لها من أموال.
بقلم: عز الدين الدرويش