اللاذقية-سانا
رغم أنه درس إدارة الأعمال إلا أن عشقه للتصوير الضوئي ظل ملازما له على الدوام فما كان من الشاب محمد عيسى إلا أن استسلم بالكامل لهذه الهواية التي ما لبثت أن ولجت حيز الاحتراف الفني لتصبح الكاميرا مرافقا دائما له يقوم من خلالها بتثبيت لحظات يرى فيها من الخصوصية ما يكفي لتكون سجلا بصريا ينقله إلى المتلقي بأمانة ابداعية عالية بعيدا عن أي من المؤثرات التقنية الحديثة.
وحول تجربته الفنية ذكر عيسى في حديث لنشرة سانا الشبابية أن لا شيء يمكنه أن يقف في وجه الموهبة عندما تكون جارفة وواضحة الملامح فهي في هذه الحالة تتحول إلى ربان يقود سفينته حيث يشاء وهذا بالضبط ما يلخص تجربته التي بدأت تتبلور معالمها بمرور الوقت وتحت تأثير شغف متنام لم يلبث أن تحول إلى فعل إبداعي متواصل أخذ جل وقته وجهده وتفكيره.
وأضاف عيسى أن الطبيعة كانت تدغدغ موهبته الكامنة فإذ به يتحول إلى مصور متلهف الى التقاط كل زاوية فيها أثناء تجواله الطويل بين الغابات والجبال وخاصة أن جماليات الطبيعة في الساحل السوري عموما وفي مدينة جبلة على وجه الخصوص تلامس كل ما هو مرهف وشفاف لدى المرء محولة إياه إلى فنان بالفطرة.
من هذه الطبيعة الأسرة كانت انطلاقته في التصوير الفوتوغرافي كما أشار الفنان الشاب إذ أن أرشيفه يضم مئات الصور التي رسم كلا منها بالضوء بعد أن راح يدرس زواياها ويدورها في كل مرة لتعطي مشهدا مختلفا مؤكدا أن حرفية الفنان تكمن هنا بالضبط حيث رؤية المنظر الطبيعي بعين الفنان الخبيرة والمدربة على التقاط التفاصيل الدقيقة والتي يرى فيها ما لا يلفت عادة اهتمام غير المختصين.
وكذلك يهتم المصور الشاب إلى جانب الطبيعة بتصوير الوجوه فالبورتريه من وجهة نظره هو اختزال لمعالم الشخصية بأكملها والتي تطل على المتلقي من خلال العيون والشفاه وخطوط الجبهة وتقاسيم الوجه ولذلك لا يجد المتفرج عناء في قراءتها بل على العكس يستمتع بتأويل هذه الملامح وترجمتها ولهذا يسترعي البورتريه اهتمام الكثير من الفوتوغرافيين والمتلقين في أن معا.
من ناحية أخرى يشكل الاخراج الفوتغرافي واحدا من أولويات عيسى حيث يقول إن هذا الفن يمكنه من توثيق الفعاليات والعروض المختلفة وهو ينال اهتمامه لانه يشكل ما يشبه السيرورة البصرية المتكاملة لأي جهد من هذا النوع وقد قام سابقا بتصوير العديد من الانشطة الثقافية التي اقيمت في مدينة جبلة ليتوفر لديه اليوم ارشيف غني يثري المكتبة الثقافية المحلية.
ورغم أنه يقوم بتدريس برنامج معالجة الصور أو ما يعرف بالفوتوشوب إلا أنه يبتعد تماما عن استخدامه في صوره الخاصة كما ذكر لأنه يؤثر على مصداقية الصورة وأصالتها ويباعد بينها وبين المتفرج مهما كانت المعالجة دقيقة ومتقنة إلا أن هذا الأمر لا يمنع من استثمار هذه التقنية وتوظيفها لغرض معين من قبل المصورين حيث يسجل للبعض منهم قدرة عالية على الابداع في هذا المجال.
وقال مختتما.. بدأ اقبال الناس على معارض التصوير الضوئي يتزايد خلال السنوات الاخيرة بما في ذلك معارض الشباب الهواة وهو ما يعتبر انتصارا لهذا الفن الذي وجد صعوبة نوعا ما بالاعتراف به كأحد صنوف الفن التشكيلي كما ان هذه المعارض هي ما ساعد الشباب الهواة على التواصل مع الاسماء البارزة في هذا الحقل والاستفادة من تجاربها.
صفاء علي