موسكو-سانا
اعتبر سيرغي غلازييف مستشار الرئيس الروسي لمسائل التكامل الاقتصادي الإقليمي نائب الأمين العام للاتحاد الاقتصادي الأوراسي وزير العلاقات الاقتصادية الخارجية سابقا أن الولايات المتحدة تقوم عمليا بعدوان على العالم برمته لافتا إلى أن روسيا وسورية وليبيا ومصر ويوغسلافيا وغيرها وقعت ضحية لهذا العدوان المتصاعد باستمرار.
وقال غلازييف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم تعليقا على كلمة الرئيس الاميركي باراك أوباما في الكونغرس الأمريكي: “إن ما يفسر هذا العدوان هو أن الولايات المتحدة تتعرض لانهيار عام إذ إن أهرامات مديونيتها تنهار تحت ضغط التناقضات الداخلية ويرتفع دين الحكومة الأمريكية كالسهم نحو الأعلى دون أفق واضح”.
وأشار إلى أن أي هرم مالي ينهار في وقت ما من ذاته لذلك فإن الهرم الذي بنته الأوليغارشية الأمريكية على قاعدة منظومة الاحتياطي الفيدرالي قد بدأ ينهار وكي تستمر هذه الأوليغارشية في الحياة كان عليها أن تقوم بشطب الديون المتراكمة وأفضل وسيلة لشطب الديون هي الحرب.
وأوضح غلازييف أن الديون الليبية المستحقة على أمريكا ضاعت.. واختفت تماما المسؤوليات المالية الأمريكية أمام العراق وهكذا تحاول أمريكا شطب ديونها في كل العالم والتي تقدر بما يقارب خمسين تريليون دولار بالإضافة إلى أربعة تريليونات دولار كتعويضات خدمة هذه الديون الأولية.
ودعا الاقتصادي الروسي إلى تشكيل تحالف دولي مضاد للحرب وإلى التخلي عن استخدام الدولار ووقف التداول به في منظوماتنا المالية وعدم حفظ الودائع بالدولار وضرورة تنمية علاقات اقتصادية مباشرة وتحقيق برامج كبيرة مشتركة لدعم اقتصاداتنا.
وحول مكافحة الإرهاب الذي تكلم عنه الرئيس الأمريكي أكد غلازييف أن الإرهابي الأول في العالم هو الولايات المتحدة ووكالة استخباراتها التي نظمت الانقلاب في أوكرانيا وأوعزت ما يجري حاليا في دونباس بقيادة عميلها المخضرم ناليفايتشينكو رئيس الاستخبارات الأوكرانية والتي راح ضحيتها الاف المواطنين.
وفي مقابلة مماثلة قالت النائبة إيرينا ياروفايا رئيسة لجنة مجلس الدوما لشؤون الأمن ومكافحة الفساد إن” روسيا تحمي قواعد القانون الدولي وتدافع عن مبادئه باستمرار لكونها مبادئ مخصصة لحماية الأمن الدولي ومن غير الصعب علينا من خلال ملاحظتنا لما يجري في الولايات المتحدة أن نلمس وجود المعايير المزدوجة والرياء إلى جانب الشهادة بالزور فيها والتي أصبحت اليوم توجها عاما في العالم وتتجسد في محاولات التأثير على الإنسان الاخر من خلال أنباء ملفقة”.
وأضافت ياروفايا.. إن” روسيا أولت دائما أهمية كبيرة لكي تكون سياستها صريحة ومنفتحة وكانت في كل المحافل الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تصر على هذه المبادئ في العلاقات بين الدول وتحترم حقوق سيادة الشعوب الأخرى في العالم وتصر على أن تكون سيادة الدولة من القيم غير المشروطة وألا يستطيع أي كان بغض النظر عن قوته العسكرية أو الاقتصادية أن يعتدي على حقوق السيادة للشعوب الأخرى”.
وكان أوباما واصل في خطابه عن حالة الاتحاد فجر الأربعاء الماضي ادعاءاته بأن بلاده تدافع عن المبدأ القائل بأن القوى العظمى لا يمكن أن تذل الصغيرة من خلال معارضتها لما سماه “الاعتداء الروسي” ودعمها للديمقراطية في أوكرانيا وطمأنتها لحلفائها في حلف الأطلسي.
ويؤكد مراقبون أن تصريحاته هذه تمثل تناسيا واضحا لما تقوم به الولايات المتحدة منذ وقت طويل لفرض إرادتها على مختلف دول العالم خدمة لمصالحها الخاصة.