حماة-سانا
الكاتبة حنان درويش متميزة بكتاباتها القصصية الموجهة للكبار والصغار.. بدأت الكتابة في سن مبكرة وتركز في قصصها على الواقع وكل ما قدمته من أعمال على الصعيد الأدبي والاجتماعي أتى من خلال صدقها وإخلاصها فيما تقدمه.
وفي حديث لـ سانا الثقافية أكدت درويش أن المطالعة كانت البوابة التي فتحت لها آفاق الكتابة فهي اهتمت بالشعر أولا متأثرة بكتاب محليين وعالميين وبعد أن أصبح لديها أطفال تزامنا مع ممارستها لمهنة التعليم نضجت فكرة الكتابة للطفل التزاما منها بأن تعنى بهذه الشريحة العمرية التي تشكل أساس المرحلة الحالية والمقبلة.
وتقول درويش.. إن الطفل بطبعه يحب الحكاية ” ونذكر كلنا عندما كنا صغارا كيف كنا نلوذ بأحضان أجدادنا لنسمع الحكايات الشعبية القديمة// ومن هذا المنطلق شعرت بأهمية الكتابة للأطفال وأهمية العناية بهذا الفن الذي مازال ” قاصرا ” لكونه ظهر لاحقا لبقية الفنون الأدبية التي تسبقه محليا وعالميا.
وأشارت درويش إلى أن آليات كتابة قصة الطفل تتمحور أولا في انتقاء الموضوع الذي يجب أن يكون من واقع الطفل ولا “يشطح” في الخيال كثيرا رغم أن الطفل يحب الخيال لكن يفضل المزج بينه وبين الواقع إضافة الى تقنيات خاصة بكتابة قصة الطفل لان كتابة القصة له تختلف عن قصة الكبير فهناك قاموس لغوي خاص بالطفل على الكاتب أن يكون مطلعا عليه بشكل جيد .
وتضيف صاحبة مجموعة / ذلك الصدى/.. انها تستمع إلى أعماق الطفل الجياشة بنبض طفولي لا يفهمه سوى كاتب يملك إحساسا ومضمونا خاصا فكاتب قصص الأطفال حسب درويش يجب أن يكون طفلا كي يفهم هذا الكائن الصغير من خلال الحوار.
وعن موضوع الإحساس بعالم الطفولة تقول “عندما أكتب للطفل علي أن أكون طفلة مثله كي يصل ما اكتبه إليه بشكل صادق ويجب ان أحب الطفل قبل أن أكتب له” مضيفة.. “مهما كبرت ففي داخلي طفلة تريد محاكاة الأطفال بلغتهم التي يفهمون”.
وتؤكد درويش أهمية امتلاك الحد الأدنى من الإلمام المسبق بثقافة الطفل ولمفهوم الخطاب الطفلي لافتة إلى أن التحاور كأصدقاء لا كمعلم وتلميذ يلغي المسافات ويقلص مساحة الغربة ويتيح للطفل أن يفضي بما لديه بحرية وحب وتلقائية مع عدم استسهال الكتابة في قصة الطفل كما يحدث الآن لأنها من أصعب فنون الكتابة فهي كما تسميها “السهل الممتنع”.
وتركز مجموعات درويش القصصية على القيم الإنسانية فلا تخلو قصة واحدة منها فهي تحاول أن تربي الاطفال عليها من خلال سلوك الشخصيات دون اللجوء لأسلوب الوعظ والنصح مثل ضرورة احترام آراء الآخرين والتروي قبل إصدار الحكم كما في قصة /حكمة الهدهد/ ومحافظة الطفل على أشيائه و الألفة بين أفراد الأسرة والإيمان بأن العمل الصالح لا يضيع.
ومن السلوكيات التي تعطيها من خلال قصصها ما كان سلبيا فحاولت أن تربي الطفل على ضرورة الابتعاد عنها من خلال الدعوة إلى نبذ البخل والغيرة المفرطة والطمع والغرور ومن بعض القصص ما كان يحمل أهدافا تعليمية بقصد توسيع معارف القارئ.
كما كتبت درويش عدة مجموعات للكبار منها /ذلك الصدى/ و/فضاء آخر لطائر النار/ و/بوح الزمن الاخير/ وللصغار عدة مجموعات منها /وعادت العصافير/ و/حكمة الهدهد/ و/أمنيات خالد/ التي فازت بجائزة الطفل العربي بالإمارات إضافة إلى سيرة قصصية للأطفال بعنوان /رابعة العدوية/ التي فازت بالسيرة الذاتية للطفل العربي .
يشار إلى أن الكاتبة حنان درويش من مواليد مصياف 1952 نشرت في عدة صحف ومجلات عربية.. عضو اتحاد الكتاب العرب وعضو رابطة المسبار للإبداع العربي وعضو اتحاد الصحفيين.. فازت بالعديد من الجوائز العربية منها.. جائزة الشيخة فاطمة لقصة الطفل العربي في ابوظبي عام 2000 وجائزة /تحية لاطفال الانتفاضة/ وزارة الثقافة في سورية 2001 وترجمت عدة قصص من أعمالها إلى الاسبانية.
عيسى حمود- سهاد حسن