درعا-سانا
وسط نقص مادة المازوت لغرض التدفئة في محافظة درعا كما باقي المحافظات وارتفاع سعرها ان توافرت وجد بعض الاهالي ضالتهم في تفل الزيتون وهو المنتج المتبقي من الثمرة بعد استخلاص الزيت بمنحهم الدفء وحرارة تضاهي حرارة المازوت باسعار مناسبة لذوي الدخل المحدود اما ضريبته فمن نصيب الصحة العامة نتيجة التأثير السلبي للدخان والروائح التي يطلقها ولاسيما على الاطفال والاشخاص المصابين بالامراض الرئوية.
وعن طريقة التحضير يوضح احد العاملين في صناعة التفل عبد الرحمن الحمصي ان عملية تصنيع الحطب المأخوذ من التفل الغني بزيت الزيتون تمر بعدة مراحل تبدأ بتجميعه بعد عصر الزيتون في المعاصر ومن ثم عزله ليخضع بعدها للتخمير على مدى اربعة اشهر وفي مطلع شهر حزيران من كل عام تنطلق عملية التصنيع مبينا ان الحطب المصنع يتميز بسرعة الاشتعال والقدرة الحرارية العالية ما جعله يلقي رواجا واسعا في الأسواق الشعبية حيث يتزايد الطلب عليه من سنة الى اخرى وخاصة مع مطلع فصل الشتاء.
ويضيف الحمصي ان الاقبال المتزايد من قبل المواطنين على اقتناء تفل الزيتون كوسيلة للتدفئة دفع اصحاب المعاصر الى شراء الماكينات المخصصة لصناعتها ووضع الأخيرة في صلب اهتمامهم متوقعا ان تنتشر هذه التقنية البسيطة على جميع المعاصر بداية موسم عصر الزيتون القادم .
وتتراوح أسعار التفل بين 50 و 60 ليرة سورية للكيلوالواحد وفقا للعرض والطلب وتختلف صناعته من مورد لاخر حسب المنطقة ويقول عبد العزيز الصالح احد القاطنين في حي الكاشف بمدينة درعا انه اجبر على شراء تفل الزيتون من الاسواق لاستعماله في حاجات التدفئة بعد ان حصل على ايصال من البلدية بتخصيصه كمية 200 ليتر من مادة المازوت كدفعة اولى ولم يستلمها حتى تاريخه.
ويشير الصالح الى توافر تفل الزيتون بكميات كبيرة في الاسواق وبشكل يومي مفضلا الحطب المصنع على شكل بواري مفرغة لسهولة اشتعاله بعد اضافة عوامل مساعدة للاحتراق على عكس المصنع على شكل مكعبات .
وبين ان عملية الاحتراق تستغرق مدة زمنية حتى يخرج الدفء من مدافئ المازوت التي تم تحويلها الى مدافئء خاصة بالتفل مشيرا الى ضرورة تنظيفها بعد كل اشعال ليقوم التفل بدوره على الشكل الامثل.
وحسب رأي فادي الغازي فان اغلب اهالي المحافظة استبدلوا حطب الاشجار غالي الثمن والمخزن بظروف سيئة تكسبة الرطوبة وغير المتوافر غالبا بتفل الزيتون المتوافر بالاسواق وباسعار مناسبة ولاسيما ان محافظة درعا لديها حقول ومزارع كثيرة للزيتون تحتوي على ملايين الاشجار و عشرات المعاصر التي تقوم منذ عدة سنوات بتخزين التفل وصنعه لحاجات التدفئة.
من جهته يبين رئيس دائرة الانتاج النباتي في مديرية الزراعة بدرعا المهندس بسام الحشيش ان المساحات المزروعة باشجار الزيتون تبلغ 29731 هكتارا تضم نحو 245ر6 مليون شجرة 2ر6 ملايين منها مثمر مشيرا إلى خروج مساحات كبيرة من طور الانتاج بسبب الجفاف والحر وصعوبة تقديم الخدمات.
ويؤكد الحشيش ان الاستفادة من منتجات عصر الزيتون هدف اقتصادي يسهم في تطوير قطاع الزيتون من خلال اعتماد اساليب علمية للتعامل مع منتجاته عن طريق اعادة استخدامها بشكل مدروس موضحا ان بقايا التقليم تستخدم في الاسمدة العضوية وصناعة الحطب وعلف الحيوانات ووقود للتدفئة.
يذكر ان عدد معاصر الزيتون في درعا يبلغ 38 معصرة تضم نحو 64 خطا منها ما يعمل بخط واحد ومنها بأربعة خطوط وتعمل جميعها على مبدأ الطرد المركزي.
قاسم المقداد-مهران أبو فخر