الشريط الإخباري

من السرية إلى العلنية

بات من الواضح للجميع أن «إسرائيل» طرف أساسي في الحرب الإرهابية على سورية وليست مجرد داعم للمجموعات الإرهابية، على الرغم من العلاقات الوطيدة التي تربطها بذراع «القاعدة» في بلاد الشام المتمثلة بـ«جبهة النصرة» الإرهابية، وشقيقها المسمى «جيش الإسلام»، وغيرهما من التنظيمات الإرهابية.

واعتداءات «إسرائيل» ومواقفها وسياساتها وتحالفاتها تؤكد أنها كانت تشارك مباشرة في الحرب الإرهابية على سورية، والتغيير الوحيد الذي طرأ على هذه المشاركة هو أنها انتقلت من السرية إلى العلنية، ومن الوكالة إلى الأصالة، وذلك كما حدث قبل ثلاثة أيام عندما شنت غارة جوية على موقع قرب مدينة القنيطرة المحررة بقصد تقديم المساندة المباشرة لمجموعات «جبهة النصرة» الإرهابية، والقول لهم: إن «إسرائيل» كانت ولا تزال إلى جانبها، وستقدم ما بوسعها لتمكينها من مواصلة عمليات القتل والتدمير.

ومن يتابع ممارسات محور العدوان على سورية يلاحظ بوضوح أن «إسرائيل» تقف في المقدمة دائماً، فهي تقدم للإرهابيين السلاح والمعلومات الاستخباراتية وصور الأقمار الصناعية، وتقيم لهم غرف عمليات عسكرية يشرف عليها خبراء عسكريون إسرائيليون، وتداوي جرحاهم، وقد أقامت لهذه الغاية مستشفيات ميدانية في الجولان المحتل وتعلن عن ذلك على الملأ.

وصحيح أن مملكة آل سعود تتكفل بدفع ما تطلبه «إسرائيل» من نفقات لهذه الغاية، وتزيد على ذلك مبالغ إضافية كرشا، ولكن الإسرائيليين في النهاية يشاركون بالفعل في الحرب الإرهابية على سورية، ويرون في ذلك مصلحة كبيرة لأمن كيانهم.

ومنذ بداية هذه الحرب على سورية حسمت «إسرائيل» أمرها، وشاركت فيها من منطلق أن فيها مصلحة أكيدة لها وهو ما تحدّث عنه الكثير من المسؤولين الإسرائيليين.

ولا يغيب عن بال المراقبين والمتابعين هنا أن أطراف العدوان على سورية في المنطقة والإقليم وثقوا علاقاتهم مع «إسرائيل» منذ بدء الأزمة في سورية، وخاصة مشيخات الخليج وتركيا، فأقاموا خطوط اتصال مباشرة سرية وعلنية، وكثفوا لقاءاتهم التنسيقية على أكثر من مستوى سياسي وعسكري.

وأكثر ما يبرز هنا علاقات مملكة آل سعود مع الإسرائيليين، هذه العلاقات التي خرجت من السرية إلى العلنية الفاضحة، وكذلك الأمر مع مشيخة قطر وغيرها، أما تركيا فمن الواضح أن علاقات الجانبين «استراتيجية».

بقلم: عز الدين الدرويش