لندن-سانا
دعت مجموعة من الحائزين جائزة نوبل للسلام الاكاديميين في السعودية إلى ادانة عمليات الجلد العلني التي تنفذها سلطات آل سعود بحق الناشط والمدون السعودي رائف بدوي وذلك مع تنامي الانتقادات الدولية على القيود التي تفرضها السلطات السعودية على حرية التعبير.
ودعا 18 من الحائزين جائزة نوبل في رسالة موجهة إلى البروفيسور جان لو تشامو رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم التقنية ونشرتها صحيفة “الاندبندنت” البريطانية نظراءهم في السعودية إلى الدعوة من أجل “حرية الاختلاف في الرأي” عبر الوقوف إلى جانب بدوي مشددين على أن قضية تعذيبه “تسببت بصدمة في جميع أنحاء العالم”.
وحذرت الرسالة من أنه في حال لم يتمكن الأكاديميون في السعودية من الدفاع عن حرية التعبير فإنهم يواجهون خطر أن يتم تهميشهم.
كما حذرت الرسالة من أن نسيج التعاون الدولي سيتعرض للانقسام جراء القيود القاسية التي تفرضها سلطات آل سعود على حرية الفكر والتعبير.
ولفتت الاندبندنت إلى أن العديد من العلماء الغربيين البارزين غير مرتاحين للتعاون مع الجامعة بسبب سجل سلطات “آل سعود” الكارثي في مجال حقوق الإنسان كما يمكن أن يرفضوا التعاون معها تماما إذا تم تجاهل الرسالة.
من جهته شدد عالم الأحياء البريطاني جون سولستون وهو أحد الموقعين على الرسالة على أن بدوي اتبع نهجا سلميا تماما في التعبير عن آرائه التي تعارض ممارسات آل سعود الحالية وهي “تتفق تماما مع الحريات الأكاديمية لذلك نعتقد أن دعمه أمر صائب”.
بدورها رحبت منظمة العفو الدولية بالرسالة حيث دعت كيت ألين مديرة المنظمة في بريطانيا إلى ممارسة ضغط دولي متواصل على سلطات آل سعود وللسماح لمواطنيها بالتعبير سلميا عن آرائهم دون الخوف من تعرضهم للاعتقال أو السجن أو الجلد العلني.
وشددت ألين على أنه ينبغي الدفاع عن حرية التعبير والاحتفاء به في الرياض بالقدر نفسه الذي يتم الدفاع عنه والاحتفاء به في جميع أنحاء العالم داعية إلى أن تصدر جامعة الملك عبد الله بيانا تدعم فيه بدوي كما ينبغي على سلطات آل سعود إلغاء عمليات الجلد الباقية البالغ عددها 950 ضد بدوي واطلاق سراحه لأنه ناشط في حرية التعبير وسجين رأي وليس مجرما.
وكانت الأمم المتحدة أعربت عن قلقها إزاء الأحكام القاسية التي تفرضها سلطات آل سعود ضد المدافعين عن حقوق الإنسان وإزاء عقوبة الجلد العلنى على المدون السعودى “بدوي” الذى تم اعتقاله ومحاكمته وإدانته بسبب ممارسته السلمية لحقه فى حرية التعبير وحرية المعتقد.
يشار إلى أن “بدوي” مؤسس موقع “الليبراليون السعوديون” وحائز جائزة مراسلون بلا حدود لحرية التعبير للعام 2014.
يذكر أنه رغم تصديق نظام آل سعود على اتفاقية مناهضة التعذيب التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 كانون الأول 1984 وبدأ سريانها في 26حزيران 1987 والتي تشمل كل ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهنية إلا أن سياسة كم الأفواه التي لا يزال نظام آل سعود يصر على اتباعها تضرب عرض الحائط بكل مطالبات المجتمع الدولي والدعوات الرافضة لتلك السياسات القمعية.