مقاربات نقدية في شعر عبد الباسط الصوفي تختتم المهرجان الذي حمل اسمه

حمص-سانا

أبرز ما ميز تجربة الشاعر عبد الباسط الصوفي الشعرية والأدبية في ندوة نقدية نظمها المركز الثقافي بحمص في ختام المهرجان الذي أقامه تكريماً له واستمر على مدى ثلاثة أيام.

وقدم الدكتور الناقد رضوان قضماني دراسة نقدية عن تجربة الصوفي الذي غادرنا عن عمر لا يتجاوز الثلاثين غير أنه ترك خلال هذه الفترة القصيرة إرثاً مميزاً من الشعر حيث كان لطفولته ويفاعته أثر في تكوين شخصيته الأدبية وما اتسمت به من شعور مبكر بوطأة التقاليد والنزعة الوجدانية نحو الانعتاق الذي تجلى بنفحة صوفية في شعره تبدت في قوله بإحدى قصائده “إنما مملكتي ليست من هذا العالم .. غريب أحس احتراق النشيد”.

من جهته رأى الدكتور والناقد هائل الطالب أن تجربة “الصوفي” تطرح تساؤلات حول أسباب الصبغة التراجيدية التي ميزت أشعاره وتأثره بالفلسفة الصوفية التي منحت تجربته قيمة تاريخية ميزته عن أقرانه من الشعراء في ستينيات القرن الماضي مشيراً إلى قصيدته “مدينة الغرب” حين جعل من الأشجار معادلاً فنياً وموضوعياً للحياة مسقطاً حالاتها على الإنسان وانفعالاته الداخلية مبحراً في العمق الفلسفي لمدلولات اللغة بصورة جديدة تغني الواقع.

بدوره خلص الدكتور وليد العرفي إلى أن “الصوفي” كان نقطة مضيئة في تاريخ حمص الأدبي والفكري فهو كان كاتباً قبل أن يكون شاعراً حتى أنه عارض الشاعر نزار قباني منتقداً كتاباته الحديثة وجنوحه نحو الحداثة في كتابة القصيدة لكنه ما فتئ أن جاراه ومشى على خطاه منعتقاً من الإطار الكلاسيكي القديم متحولاً إلى أحد رواد الرومانسية الحديثة فكانت له رؤية فلسفية ونقدية في الحياة وخاصة في النقد الاجتماعي.

وكان مهرجان عبد الباسط الصوفي تميز بحضور ثقافي واسع وتضمن أمسيات شعرية ونقدية تكريماً لهذا الشاعر الذي كان لشعره بصمة جميلة في تاريخ الشعر السوري الحديث.

حنان سويد