بغداد-سانا
أكد العديد من الباحثين أن تنظيم داعش الإرهابي يستخدم الفتية بشكل عنيف في أشرطته الدعائية ما يتسبب بأضرار نفسية واجتماعية بالغة الخطورة للأجيال في الأعوام القادمة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف في العراق جيفري بايتس قوله “إن التلقين الإيديولوجي أو المشاركة في الأعمال العنفية يسببان ضررا نفسيا للفتية الذين يتعرضون لذلك ويمثلان مشكلة كبيرة للدول التي ينشؤون فيها”.
وأضاف بايتس إن “لدينا أمثلة من حول العالم على مدى عقود حول تأثير ذلك على الأطفال وهو تأثير مدمر وخصوصا أن عناصر التنظيم لا يستخدمون هذا الأسلوب كأداة لتجنيد الأشخاص فقط بل أيضا لتأسيس مستقبل يصبح فيه هؤلاء الأطفال راشدين يدفعون بهذه الأفكار قدما”.
ولفت إلى أنه “لا يمكن التقليل من شأن حجم هذه المشكلة في العراق فنحن أمام الآلاف والآلاف من الأطفال الذين يحتاجون إلى مساعدة”.
وكانت تقارير صحفية أفادت في وقت سابق بأن تنظيم داعش الإرهابي يقيم معسكرات لتدريب الأطفال القاصرين في شمال سورية على القيام بأعمال قتل وخطف وتدمير وذلك في سياق نهجه الإرهابي المتطرف في المناطق التي ينتشر عليها.
بدوره اعتبر الباحث الزائر في مركز بروكينغز الدوحة تشارلز ليستر أن التنظيم الإرهابي “رفع خلال الأشهر الستة الماضية من مستوى العنف الذي يشارك فيه أو ينفذه فتية” مشيرا إلى أن “إظهار فتية ينفذون أعمالا عنيفة هو طريقة لإظهار أن القتال الذي يخوضه يفترض أن يشارك فيه كل من يعتبر أنه بلغ سن القتال”.
وأوضح ليستر أن “إقحام الفتية في هذه الذهنية العنيفة يساعد في ضمان أن الجو الذي يعمل فيه التنظيم حاليا سيكون هو نفسه الذي سيجند منه عناصر جددا في السنوات المقبلة” حسبما يرى التنظيم الإرهابي نفسه.
وسبق لتنظيم داعش الإرهابي أن بث العديد من الأشرطة التي تظهر أطفالا يتلقون تدريبا بدنيا وكيفية استخدام الأسلحة الرشاشة إضافة إلى عرضهم وهم يشاهدون ارتكاب عناصره لجرائم قتل وتعذيب بحق أشخاص آخرين وهو الأمر الذي حذرت منه العديد من المنظمات التي تعنى بالأطفال لما له من تأثيرات ضارة بالأاطفال والمجتمعات بشكل عام.
كما قال ايمن التميمي الباحث في منتدى الشرق الأوسط إن “لجوء تنظيم داعش الإرهابي لاستخدام الفتية في إنتاجه الدعائي بدأ بالانتشار منذ منتصف العام2013 في وقت كان يسعى التنظيم إلى إظهار تأثيره”.
وأشار التميمي إلى أن “هذا التنظيم ليس الوحيد الذي يلجأ إلى هذا الأسلوب الترويجي ولكنه بات يستخدم الأطفال في دعايته لأنه يرى أنهم مكون أساسي في استدامة وجوده حتى الجيل القادم”.
وكثف تنظيم داعش الإرهابي مؤخرا من خلال الأشرطة والصور الدعائية التي يبثها إظهار أطفال يقومون بأعمال دموية حيث أظهر شريط تداولته منتديات الكترونية هذا الأسبوع فتى يحمل مسدسا ويطلق النار على رأسي رجلين جاثيين أمامه ويداهما مقيدتان خلف ظهريهما قبل أن يرفع مسدسه في الهواء ويظهر نص على الشاشة يمجد الفتية المجاهدين.