الشريط الإخباري

الحجامة بالإبر الصينية

دمشق-سانا

الكثير من الناس سمع عن كؤوس الهواء أو الحجامة وخاصة أولئك الذين رأوا اجدادهم يستخدمون هذه الطريقة لعلاج الأمراض وهذه الطريقة في المعالجة ظهرت منذ زمن بعيد وهي تندرج تحت إطار الطب العربي حيث كان العرب قديما يستخدمون الحجامة لمعالجة العديد من الآلام والأمراض ولكن بعد تطور الطب وظهور الطب الحديث ابتعد الكثيرون عن العلاج بالحجامة واعتبروها علاجا قديما غير أن دخول الإبر الصينية إلى الحجامة أدى إلى انتعاش طب الحجامة والعودة إليه.

سانا المنوعة التقت الدكتورة هدى قصار اخصائية علوم الطاقة والطب البديل التي قالت إن الحجامة تعتبر طريقة علاجية سهلة ونتائجها سريعة ومضمونة ولكن اكثر المرضى يشعرون بالخوف عند أول لقاء لاجرائها وسرعان ما يختفي خوفهم بعد شعورهم بالراحة بعد التأثير الإيجابي للعلاج.

وأضافت إن الحجامة لها من العمر آلاف السنوات وبدأت تنتشر من جديد في جميع أنحاء العالم ولا سيما بعد أن دخلت عليها الإبر الصينية التي ساعدت في سهولة تلقي هذا العلاج لأن الحجامة بالإبر الصينية لاترتبط بعامل الزمن أو أي شروط كتلك المرتبطة بعلاج الحجامة القديمة المعروفة.

وأضافت قصار يزداد الاقبال اليوم على الحجامة بالإبر الصينية وخاصة من قبل السيدات اللواتي وصلنا إلى سن الياس الذي يترافق مع ظهور آلام أسفل الظهر والركبتين بسبب تراكم الدم الفاسد في الجسم بين البشرة والأدمة والذي لايمكن التخلص منه إلا بالحجامة فمجرد أن يسحب هذا الدم ترتاح السيدة ويعود إليها نشاطها وحيويتها.1

وتابعت قصار أن الحجامة اليوم تغني عن عمل جراحي لأنها تعمل على مواضع الأعصاب الخاصة بردود الأفعال وتعمل على الغدد اللمفاوية حيث تقوم بتنشيطها وكذلك الأوعية الدموية والأعصاب أيضاً حيث يتم تنبيه مراكز الإحساس بالإضافة إلى تحريك الدورة الدموية وتنبيه جهاز المناعة.

ولفتت قصار إلى التشابه الكبير بين الطب العربي والصيني في موضوع الحجامة فحسب الطب الصيني كؤوس الهواء تعالج الأمراض التي يسببها انحصار الدم في مكان معين وحسب الطب العربي فإن السبب الحقيقي لمعظم الأمراض هو تبيغ الدم وهيجانه فعندما يتبيغ الدم ويهيج يسبب أمراضا مختلفة لصاحبه مشيرة إلى أن الطب الصيني لا يحدد عددا معينا للحجامة وتجري الحجامة فيه على كل ذكر بلغ 22 عاما وكل أنثى تخطت سن اليأس.

وأشارت قصار إلى أن مواضع الحجامة التي يتم اختيارها تكون حسب المشكلة فمثلا حجامة الأخدعين تعالج الصداع والرمد والشقيقة والخناق وآلام الأسنان لافتة إلى أن هنالك حجامة يلجا إليها البعض ممن تعرضوا لحالات نفسية صعبة أدت إلى تراكم التالف والهرم من كريات الدم والمواد الضارة وهذا يسبب عبئا كبيرا على الكبد فيعانون من وهن شديد يتخلصون منه عن طريق الحجامة الأخرى لرفع عمليات تجديد الأنسجة التالفة في الجسم وتجديد نشاطه.

وقالت قصار أن الإبر الصينية في الحجامة تعتمد نظريتها على التوازن ما بين السالب والموجب “الين واليانغ” اللذين يتحكمان بأعضاء جسم الإنسان فإذا تسلط أحدهما على الآخر أو ضعف يحدث عندها المرض ولشفائه يجب إعادة التوازن ما بين الين واليانغ عن طريق مسارات الطاقة في الجسم فكؤوس الهواء في الواقع تضع على نقاط الوخز بالإبر الصينية وبما أننا نقوم بشفط الدم من هذه النقاط فإننا نؤثرعلى الين واليانغ ونقوم بإعادة التوازن إلى السالب والموجب في جسم الإنسان لذلك تعتبر الحجامة شبيهة بعملية الوخز بالإبر الصينية لافتة إلى أن الحجامة تحث الطاقة الحيوية على الصعود إلى نقاط الوخز بالإبر ما يؤدي إلى التوازن ما بين الين واليانغ وشفاء العضو المصاب.

وأردفت قصار أن أنواع المعالجة بالحجامة كثيرة فهنالك العلاج القديم والمتعارف عليه وهو بطريقة الطب العربي باستخدام التشطيب والكؤوس وهنالك الحجامة الجافة أي دون تشطيب وهي عبارة عن شفط الهواء وقديما كان أجدادنا يسمونها “قفل الظهر” وهذه الطريقة تعتمد على شفط الهواء واستخراجه من داخل الجسم إلى خارجه وهي نوع من الحجامة تساعد في تسكين الألم وليس لها عمر أو وقت محدد لأن الحجامة عادة ما تكون في الربيع والخريف ومن شروطها أيضا أن يكون الشخص خاوي المعدة أو “على الريق” ويمتنع أيضا عن أكل الأجبان والألبان لأنها تساعد في تخثر الدم.

وختمت قصار أن الحجامة تعد طريقة علاج سهلة ونتائجها سريعة ولكن يجب أن يكون المعالج مختصا لضمان نتائج إيجابية دون ظواهر جانبية أو أضرار جسمانية وصحية حيث تختفي العلامات الحمراء التي تظهر على موضع الحجامة عادة خلال أسبوعين بعد أن يتحلل الدم المحجوم ويخرج من جسم الإنسان.