القاهرة-سانا
واصل مؤتمر اتحاد المحامين العرب المنعقد في القاهرة بمشاركة سورية أعمال دورته الثالثة والعشرين اليوم عبر أربع لجان لمناقشة العديد من القضايا المهمة المتعلقة بالإرهاب إضافة إلى قضية فلسطين وموضوع الحريات وقضايا مهنية أخرى .
وندد المشاركون في المؤتمر بالدعم والتأييد الغربي للتنظيمات الإرهابية التكفيرية التي تمارس القتل على الأراضي العربية مشددين على ضرورة التصدي للمخطط الاستعماري الجديد الذي تقوده أمريكا من أجل تفتيت وتقسيم المنطقة عبر جماعات تكفيرية تقوم بجرائمها لتغذية الطائفية والعرقية في الوطن العربي.
وأدانت لجنة قضايا الوطن العربي ومقاومة الإرهاب ما تقوم به عصابات التكفير من جرائم في سورية ومصر والعراق وليبيا داعية إلى التكاتف العربي من أجل مقاومة الإرهاب والتصدي له ومنع توغله .
ودعت اللجنة إلى إنشاء مكتب متخصص في قضايا مكافحة الإرهاب وتقديم العون والمساعدة لكل البلدان العربية التي تعاني من تلك الجرائم وخاصة فلسطين التي تتعرض للإرهاب الصهيوني .
وطالب المشاركون في لجنة فلسطين الحكومات والأنظمة العربية بضرورة الاعتراف بدولة فلسطين بحدودها التاريخية وتبادل السفراء معها وعدم الاكتفاء بالتصريحات الإعلامية .
وحذر المشاركون من المخططات الصهيونية التي تحاك وتنفذ ضد الأمة العربية والساعية إلى تفكيك مصر وسورية والعراق داعين إلى تجاوز نقاط الخلاف بين بلدان الوطن العربي “إلى ما بعد تحرير فلسطين” وإعادتها قضية العرب المركزية ومخاطبة المؤسسات الدولية من أجل فضح الجرائم الصهيونية اليومية وتقديم مجرمي الحرب إلى المحاكمة الجنائية الدولية.
ودعت لجنة الحريات وحقوق الإنسان وسائل الإعلام للإسهام في توعية المواطن بمخاطر الإرهاب والعمل على زرع ثقافة المواطنة والمساواة وحرية العقيدة وممارسة الشعائر وضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمعات العربية من أجل سد الثغرات على الإرهاب.
وأكدت اللجنة على حق الحياة باعتباره أولى وأهم الحقوق والحريات وهو ما تسعى التنظيمات الإرهابية إلى إهداره من خلال جرائمها اليومية ضد المواطن .
كما طالبت لجنة المهنة بتوفير الحماية اللازمة لأعضاء النقابات العربية من أجل ممارسة مهامهم في الدفاع عن الحريات في ظل حالة الإرهاب والعنف التي تعاني منها المنطقة العربية.
وفي تصريح لمراسل سانا بالقاهرة أكد الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب سيد حسين شعبان أن مؤتمر المحامين العرب في دورته 23 يناقش تحديات تستهدف الأمة العربية أبرزها المخطط الصهيوني الأمريكي ومشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يعمل لتقسيم أمتنا العربية وتفتيتها إلى دويلات عبر أدواته الإرهابية التي تعصف بأوطاننا .
وقال شعبان “إن الإرهاب الدولي يدعم ويمول بأعلى الإمكانيات ضد الشعب العربي سواء في سورية أو العراق وليبيا ومصر وغيرها” مؤكدا أن المؤتمر سيعمل على مواجهة هذا الإرهاب وإدانة كل من يدعمه وكل من يعمل على تفتيت الأمة العربية وتقسيمها والنيل من إرادتها وسيادتها واستقلالها .
وأشار إلى انعقاد هذا المؤتمر في القاهرة بعد مؤتمر دمشق والذي عقد في عام 2006 وكان مؤتمرا ذا بصمة حقيقية في مواجهة الحصار المفروض على الأمة العربية في ذلك الوقت وله أهمية خاصة وأن الشعب المصري استرد عافيته وإرادته في مواجهة المخطط الصهيوني الأمريكي مؤكدا أن المؤتمر سيلقى كل الرعاية والدعم من الجميع.
ولفت شعبان إلى أن اتحاد المحامين العرب منذ مؤتمره الأول في دمشق عام 1944 ومن ثم المؤتمر الثاني في مصر عام 1956 وعبر مسيرته حتى الآن يتميز بمواقفه العروبية الحقيقة مشيرا إلى أنه عبر التاريخ عندما تجتمع سورية ومصر فإن الأمة العربية تكون اتجهت إلى البوصلة الصحيحة في مواجهة الاستعمار بكل أشكاله وأدواته وكل ما يهدد وجودها وحاضرها ومستقبلها .
وتحول افتتاح المؤتمر أمس إلى مهرجان تأييد وتضامن مع سورية.
وردد المئات من المحامين العرب مع الوفد السوري النشيد العربي السوري وهتافات التأييد للجيش العربي السوري والسيد الرئيس بشار الأسد ومنها تحيا سورية ومصر ويحيا الرئيس الأسد والرئيس السيسي وعبارات التنديد بتركيا وقطر الداعمة للإرهاب كما رفعوا علم سورية على المنصة الرئيسية.
وقال عبد اللطيف بوعشرين الأمين العام لاتحاد المحامين العرب أنا حاربت في سورية في حرب تشرين عام 1973 وأتمنى أن أكون شهيدا على تراب سورية.
كما ندد في كلمة له بإراقة الدماء التي تشهدها أماكن متفرقة في عالمنا العربي على نحو يؤلم كل عربي في كل مكان مؤكدا ضرورة دعم أواصر الوحدة والتضامن بين العرب في مواجهة التحديات الجسام التي تتهددها ومن أجل تحقيق الاستقلال الاقتصادي والسياسي.
ودعا الأمين العام لاتحاد المحامين العرب إلى ضرورة اتخاذ مواقف عربية موحدة بشأن الأزمات الراهنة في سورية والعراق والسودان واليمن وليبيا حتى تخرج من عثرتها مع الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي وشعوب تلك الدول.
ويناقش المحامون العرب خلال مؤتمرهم العام الذي يستمر على مدى 3 أيام عددا من القضايا العربية والإقليمية والدولية وكذلك قضايا الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان وسبل النهوض والارتقاء بمهنة المحاماة وتدريب كوادرها الشابة.
بدوره استنكر سامح عاشور رئيس اتحاد المحامين العرب في كلمة الافتتاح الصمت العربي حيال مخططات تقسيم العراق وليبيا والسودان وغيرها من البلدان العربية داعيا إلى الحرص على وحدة الأراضي السورية وعدم السماح بسقوط الدولة السورية لصالح كيان الاحتلال الاسرائيلي وان تعود سورية ومقعدها إلى جامعة الدول العربية.
وأكد عاشور أن انعقاد المؤتمر يأتي في وقت خطير تمر به الأمة العربية حيث يجري العمل من قبل قوى الاستعمار على تقسيمها وتجزئتها عبر استخدام الإرهاب مشددا على أهمية الدور الذي ينبغي أن يضطلع به المحامون العرب في التشبث بمبادئ الوحدة العربية والحرص على وحدة الأراضي في سائر البلدان العربية وسلامتها وعودة الأمن إلى ربوعها.
وقال عاشور إن الإرهاب الذي يشهده عالمنا العربي هو جزء رئيسي وأساسي من مخطط التقسيم والتبعية الذي يستهدف الأمة العربية بأيادي تلك العناصر الإرهابية.
وأعرب عاشور عن أسفه لأن الذين يقومون بالمخططات الخارجية ضد العالم العربي يرفعون راية الإسلام الذي هو منهم براء لأنهم أعداء للإسلام وللعروبة منددا بما تقوم به “الصهيونية العالمية” من العمل على يهودية اسرائيل واصفا ذلك الأمر بأنه تطرف وإرهاب يمثل افتئاتا على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته على أرضه.
وفاز المغربي “بوعشرين” بمنصب الامين العام لاتحاد المحامين العرب في الانتخابات التي جرت أمس في القاهرة خلال اجتماعات المكتب التنفيذي للاتحاد وتغلب على منافسه المحامي دوخي الحصبان من الكويت بـ30 صوتا مقابل 16 صوتا.
ويشارك في أعمال المؤتمر عدد كبير من نقباء المحامين في الدول العربية وأعضاء مجالس النقابات وكبار المحامين العرب.