السويداء-سانا
بين البحث المستمر عن الكسب الحلال والاستمرار في مواجهة أعباء الحياة ومتطلباتها تواصل الستينية ليندا جابر عقل من قرية عرى بريف السويداء أعمالها اليدوية مستفيدة من المهارة التي امتلكتها في مجال الحياكة على السنارة والخياطة والتطريز منذ سنوات شبابها.
ليندا أو أم شادي كما تتم مناداتها فقدت زوجها قبل 17 عاما لكنها لم تفقد العزيمة في مواصلة العمل حيث توجهت إضافة إلى مهنتها الأساسية لتصنيع منتجات حليب الغنم ضمن منزلها وبيعها لأبناء قريتها والقرى المجاورة.
تروي أم شادي لمراسل سانا كيف عملت من أجل تأمين مورد مالي على مدار سنوات حيث وجدت متعة بالعمل الذي عزز من مكانتها مشيرة إلى حصولها على أكثر من قرض خلال السنوات الماضية عبر مؤسسات التمويل الصغيرة وتسديدها جميعها دون اي تأخير ومن إنتاج عملها وبعد فقد أم شادي ابنيها مؤيد وفراس اللذين استشهدا عقب اختطافهما من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة في بداية الحرب على سورية شعرت بأن المسؤولية أصبحت مضاعفة لديها فكثفت من عملها وخاصة مع رعايتها لأحفادها من أبناء الشهداء برفقة ابنيها الأحياء شادي وبشار كما ذكرت.
أم شادي التي تواصل عملها بإنتاج قطع متنوعة من الألبسة الصوفية ومستلزمات المنازل إضافة إلى بيع منتجات الحليب في موسم الربيع بناء على طلبات الزبائن تطمح اليوم كما ذكرت للحصول على تمويل صغير من أحد مصارف التمويل الأصغر عند بدئها بالعمل بموجب القانون رقم 8 لعام 2021 وذلك لشراء رؤوس من الماعز أو الأبقار وذلك بما يوسع نطاق عملها ويحقق لها دخلا يعنيها على تحمل أعباء الحياة.
ومع كل قطرة عرق تسيل من جبهة أم شادي تبدي فخرها واعتزازها بكل شهداء سورية موجهة رسالة للجميع بأن على الإنسان أن يكون أكبر من أي ظرف يمر به ويعمل على تحديه بالإرادة والصبر.
عمر الطويل