في حين أزهق أرواحاً ودمر اقتصادات… كورونا يضيف 10 تريليونات دولار إلى رصيد أثرياء العالم

دمشق-سانا

فيروس كورونا المستجد الذي لم يستثن أي شخص أو عرق أو قارة ولم يحيد ضرباته الموجعة للاقتصادات سواء لدولة عظمى أو نامية كان منحازاً فقط لأثرياء العالم حيث ضخم ثرواتهم وإيرادات خزائنهم.

فحين كان كورونا يوجع الاقتصاد العالمي ويدخله في غيبوبة نتج عنها ركود دفعت ثمنه آلاف المؤسسات والشركات الصغيرة والمتوسطة التي أعلنت إفلاسها وأدخلت معها ملايين العمال والموظفين في آتون البطالة والفقر كان على الضفة المقابلة يزيد من رقعة ثروات أثرياء العالم في البنوك خالقاً حالة من اللامساواة ومعمقا الفوارق الاجتماعية في العالم بحسب ما عنونت وكالة “اوكسفام” البريطانية تقريرها السنوي الذي أشارت فيه إلى أن ثروة الأغنياء حول العالم تضاعفت أكثر من 60 بالمئة من ثروات شعوب الأرض خلال عام 2020 وذلك وفقاً لوكالة فرانس برس.

وما ذهبت إليه وكالة اوكسفام أكدته مؤسسة “يوبي اس” ومجموعة “بي دبليو سي” للخدمات المهنية في تقرير لها حيث قالت إن “ثروة المليارديرات بلغت مستويات قياسية في ظل جائحة كورونا جراء ارتفاع أسعار الأسهم في البورصة والمكاسب المحققة من قطاعي التكنولوجيا والصناعة إضافة إلى قطاع الرعاية الصحية.

وازدادت ثروات أغنياء العالم بنحو 2ر10 تريليونات دولار متجاوزة الرقم القياسي العالمي السابق المقدر بـ 9’8 مليارات دولار في عام حيث تصدرت وفقا للتقرير قطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية والصناعة بمكاسب تتراوح بين 36 و40 بالمئة.

وقدرت مكاسب ثروات المليارديرات في قطاع التكنولوجيا بت 8,8 ترليونات دولار وقطاع الصناعة 5ر42 بالمئة فيما قفزت مكاسب قطاع الصحة إلى 8ر658 مليار دولار وفق وكالة رويترز.

ووفقا لتقرير منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية فإن ثروات العشرين شخصا الأغنى في العالم ازدادت بنسبة 24 بالمئة وكان أكبر المستفيدين منهم مؤسس شركة “أمازون” للتجارة الإلكترونية جيف بيزوس الذي جعل منه فيروس كورونا يتربع على قائمة الثراء في العالم بثروة بلغت 194 مليار دولار نهاية العام الماضي أي بزيادة قدرها 79 مليار دولار عن عام 2019 متقدما على مؤسس شركة “تسلا” للسيارات الكهربائية أيلون ماسك والذي زادت ثرواته بزمن الجائحة 123 مليار دولار.

وكان للرئيس التنفيذي لشركة “الفيس بوك” مارك زوكربيرغ حصة من انحياز كورونا حيث وصلت ثروته إلى 30 مليار دولار فيما ارتفعت ثروة الشريك المؤسس لشركة “مايكروسوفت” بيل غيتس 18 مليار دولار لتصل ثروته إلى 131 مليار دولار.

ولكن صاحب القفزة الأكبر في قائمة كبار أثرياء العالم خلال سنة كورونا كان الصيني زون شانشان الذي لم يكن معروفا في العام الماضي وتمكن من مضاعفة ثروته 11 مرة في أقل من عام بفضل المبيعات القياسية التي حققتها شركته لتعبئة المياه المعدنية الأكثر مبيعا في الصين والتي زادت بنسبة 997 في المئة لتبلغ 68 مليار دولار.

وكورونا لم يستثن سيدات الأعمال من انحيازه فحلت الفرنسية فرنسواز بيتانكور صاحبة شركة “لوريال” لمستحضرات التجميل في المرتبة الأولى بين أثرى نساء العالم بعد أن زادت ثروتها بنسبة 30 بالمئة عن العام قبل الماضي لتبلغ 67 مليار دولار لتأتي ثانيا الأميركية أليس والتون صاحبة شركة “وال مارت” بثروة قدرها 62 مليار دولار أي بزيادة 18 بالمئة عن 2019.

وحلت ثالثا الأميركية “ماكنزي سكوت” زوجة جيف بيزوس السابقة التي حصلت على 4 بالمئة من أسهم شركة أمازون بموجب عقد طلاقها ما أدى إلى زيادة ثروتها بمقدار 23 مليار دولار في سنة الجائحة وفقا لسكاي نيوز.

واللافت في الأمر أن فيروس كورونا الذي استثمر في الأرواح والأموال لم يفلح مع أثرياء العالم الذين استثمروه هم على أكمل وجه حيث استثمر المدرجة أسماؤهم في قائمة العشرين الأغنى في العالم مبالغ ضخمة خلال العام الماضي لشراء أسهم وحصص في شركات لصناعة الأدوية وإنتاج مستلزمات الوقاية الصحية ومنصات التجارة الإلكترونية وشركات إنتاج وتوزيع المواد الغذائية العضوية.

فهمي الشعراوي

انظر ايضاً

قوات الأمن العام تحرر مختطفين من قبل عصابة تنتحل صفة عسكرية بمحافظة حلب

حلب-سانا في عملية نوعية، تمكنت قوات إدارة الأمن العام من تحرير مختطفين من قبل عصابة …