دمشق- سانا
يسعى الفنان التشكيلي بسام الحجلي إلى التوغل في أسرار الكون من خلال لوحاته التي يريد عبرها إيصال الهوية البصرية السورية بلغة إنسانية عالمية حتى تنقل أثره الروحي إلى الأجيال.
وعن علاقته بلوحته يقول التشكيلي الحجلي في حديث لـ سانا اللوحة تشبه الحياة في رحلتها واحاول الوصول من خلالها إلى البعد البصري الروحي بالاعتماد على الخبرة واللون والتفاعل المباشر معها وعبر الحوار حتى نصل كلينا إلى التوازن وعندها تنتهي رحلتي مع اللوحة وتبدأ رحلتها مع الناس نحو الأبدية.
الطفولة والبيئة كان لهما آثارهما الإيجابية والسلبية على تكوين شخصية الفنان الحجلي وجاءت مرحلة الشباب ليبدأ بتكوين شخصيته الفكرية والفنية عبر تحليل الحياة والانسان واخذ يعبر عن مشاهداته وافكاره بالألوان معتبراً أن الحياة رحلة يتطلب السير فيها أن يكون الإنسان محارباً ليستطيع تحقيق طموحه وأحلامه وليوصل رسالته للكون ويتحد معه.
الحجلي الذي اختار لنفسه اسماً فنياً هو سيريالو ضمن منهجه الفني التعبيري القائم بين الحلم والواقعية غير المنطقية في العالم الرقمي الجديد يوضح أن هذا الاتجاه الفني جاء نتيجة سنوات من التأمل والعمل والاجتهاد اليومي للوصول إلى ما يسميه البعد الكوني والذي كانت أولى تجلياته لديه معرض رسائل كونية الذي أقامه في دبي وتضمن حواراً إنسانياً بصرياً واعياً ومتطوراً.
ويعتبر الحجلي أن اللغة البصرية للناس تطورت اليوم وأصبحت قادرة على فهم الرموز اللونية وفك شيفرتها عبر الإحساس فهو عندما يرسم الورود يعكس السكينة في روحه أما في بقية لوحاته فيكون هاجسه الأكبر فك شيفرات الكون وإيصالها للمشاهد عبر حوار بصري روحي.
ويتعامل الحجلي مع كل لوحة من أعماله كحالة متفردة لا يمكن إعادتها وعن حجوم لوحاته يقول أسلوبي يعتمد على الحالة الحسية لذلك أفضل اللوحة الكبيرة لأنني أتفاعل معها أكثر للوصول إلى هالة العمل التي تناسبه مع ضربات الفرشاة على سطحها بشكل عفوي للوصول إلى الصورة النهائية للوحة.
ونجد في لوحات الحجلي 6 أبعاد بما فيها العمق والقرب متوجها بلوحاته للإنسان المنتمي إلى إنسانيته وللكون والمحب للخير والمتحرر من التقاليد البالية والقيود التي يفرضها عليه المجتمع.
ويستذكر خريج كلية الفنون الجميلة قسم الحفر عام 1998 أستاذه الفنان التشكيلي الراحل الدكتور عبد الكريم فرج الذي زرع في داخله حب الفن والحياة وأخذ بيده في بداية مشواره الفني.
وعن تفاؤله بمستقبل الفن السوري يختم الحجلي بالقول: سنبقى نرسم ونجمل الحياة ونقدم لوطننا سورية ما استطعنا من عمل رغم كل الصعاب فهي أمنا ومن دونها لا قيمة ولا حياة لنا.
محمد سمير طحان