بيروت-سانا
أكد الكاتب والاعلامي “سامي كليب” أن التساهل وفقدان الحياد في السياسة الخارجية الفرنسية المؤيدة للكيان الإسرائيلي إضافة إلى ارتفاع منسوب العنصرية الغربية ضد المسلمين شكلت عوامل حولت فرنسا إلى “بيئة حاضنة” للإرهاب.
وشدد الكاتب في مقال نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية اليوم بعنوان “فرنسا بيئة حاضنة للإرهاب” على وجوب قيام فرنسا بوضع استراتيجية حقيقية لسياساتها بعودتها إلى شيء من الحياد في سياستها الخارجية حتى لا تتحول إلى “قنابل موقوتة كثيرة لا أحد يعلم متى تنفجر وكيف” معتبرا أن “الحل الأمني” وحده لا يكفي برغم ضرورته في هذه المرحلة الحساسة جدا التي تمر بها فرنسا مذكرا بما تتعرض له سورية من أعمال إرهابية مماثلة.
وعرض الكاتب التفجيرات الكبيرة التي ضربت فرنسا بدءا من عام 1995 وما ولدته فترة الحرب على أفغانستان والعراق ويوغسلافيا من تعدد في الخلايا الإرهابية الخطيرة التي بلغت ذروتها مع مرحلة ما يسمى “الربيع العربي” الذي تحول إلى موجات من الإرهاب المسافرة من أوروبا إلى سورية والعراق وليبيا وغيرها لافتا إلى “بدء التفكير بخطورة عودة هؤلاء الإرهابيين إلى أوطانهم في الغرب وهم أكثر تدريباً وعنفاً وقناعةً بإقامة ما يسمونه “الخلافة””.
وكان رئيس الحكومة الفرنسية اعترف قبل يومين بالتحاق 1400 فرنسي أو مقيم في فرنسا بالتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق أو في طريقهم للالتحاق بها.
كما أقرت وزارة الداخلية الفرنسية بتضاعف أعداد الإرهابيين الفرنسيين المنضمين إلى التنظيمات الإرهابية في سورية.
وعرض الكاتب “كليب” أعداد التنظيمات المسلحة المتعددة في فرنسا ومنها تنظيمات صهيوينة يدربها جيش الاحتلال الصهيوني ويطلق عليها اسم “بيتار” الصهيونية التي تعد خطيرة على العرب المسلمين وكذلك تنظيمات تابعة لجهات متطرفة تكفيرية لافتا إلى عدم وجود مبررات أو دلائل تؤكد أن الاعتداء الإرهابي على أسبوعية شارلي ايبدو الفرنسية وما تبعه من أعمال عنف مسلح سيكون الأخير نظرا لوجود أرضية خصبة في فرنسا تحولها لبيئة خصبة لتفجيرات واعتداءات وحروب صغيرة وإلى مراكز جذب نحو “السلفية الجهادية المتطرفة” ومنها القلق الاقتصادي وتفشي البطالة بين أبناء الضواحي وشعورهم بالتهميش.
وأوضح الكاتب أن معظم من يتقاسمون السكن في الضواحي الفرنسية درجوا على التزام قرارات الخارج لا قوانين المجتمع الفرنسي إذ كان لكل من “السعودية وقطر وتركيا والمغرب ودول أخرى” أدوار بارزة في دعم وتمويل وتشجيع الكثيرين نحو التطرف والعنف كما أدت السجون دوراً في دفع بعض السجناء إلى اعتناق أفكار “سلفية جهادية” خطيرة.
وكان مرصد “مكافحة الاسلاموفوبيا” التابع للمجلس الفرنسي للديانة المسلمة أعلن أنه رصد وقوع أكثر من 50 عملا عدائيا ضد المسلمين منذ الاعتداء الذي استهدف صحيفة شارلى ايبدو الأربعاء الماضي وذهب ضحيته 12 شخصا.