الشريط الإخباري

فاروق اسليم: للبحث الأدبي انعكاسات علمية وإنسانية

دمشق-سانا

الدكتور فاروق اسليم باحث يذهب إلى التحليل والتطبيق والتركيز على المنهج الحقيقي الذي يشكل علاقة ملزمة مع المتلقي خدمة للثقافة الانتمائية.

وفي لقاء مع سانا قال الدكتور اسليم: البحث الأدبي مصطلح يحمل دلالتين الأولى عامة تتضمنها الدلالات اللغوية لكلمة “البحث” فهي تعني بذل جهد منظم لمعرفة شيء مجهول بالتفتيش والسؤال لإظهاره وأما الثانية فهي الخاصة التي تأتي من نعت البحث بأنه أدبي وفي ذلك تحديد لمجاله وهو الأدب بأنواعه المختلفة وعصوره المتنوعة وفيه تحديد أيضاً للغة إذ يجب أن تكون جميلة ولإجراءاته النقدية المبنية في الغالب على علوم إنسانية متباينة.

وبين اسليم أن نتائج البحث علمية إنسانية أي علميتها نسبية وليست مطلقة وهذا مغاير للبحوث غير الأدبية ولا سيما العلمية التطبيقية إذ لها خصوصية اللغة والإجراءات المؤسسة على التجارب المخبرية ونتائجها يجب أن تكون علمية مطلقة أو شبه مطلقة في زمنها خاصة.

وأشار الباحث اسليم إلى ازدحام الساحة النقدية بدراسات تتضاءل فيها نسبة البحث في الأدب القديم ودراسته وهذا أمر طبيعي إذ ينبغي أن يكون الانشغال بالمعاصر والراهن أكثر من الانشغال بالقديم يضاف إلى ذلك أن دراسة الأدب القديم بحاجة إلى خبرات خاصة ونوعية نجدها غالباً في الجامعات ولكنها قلما غادرت دراساتها مجال التعليم الجامعي مبيناً أن هناك أسماء تجاوزت أسوار الجامعات السورية تحديدا وغدت لامعة في مجال دراسة الأدب القديم.

وتابع اسليم: أنا أجتهد وفق رؤيا أحاول العمل بهدي منها وأعمل على التأسيس في البحث على ما هو منجز إضافة إلى نقده للوصول إلى إمكانية التجاوز ومن المهم هنا الإشارة إلى أن مجال البحث الأدبي الواسع يوجب حتما الإفادة من النقد المنتج والخاص بكل مبحث منه.

ولفت اسليم إلى أنه من الطبيعي أن تكون مستويات ما يكتب في مجال البحث والدراسة أدبياً متفاوتة في الجدة والعمق والمنهجية ومن الطبيعي أيضاً في ظل الواقع الراهن أن يضعف شأن البحث الأدبي وشأن ما ينشر منه ويرجع ذلك لأسباب تعوق الباحث علما أن المؤسسات الثقافية في سورية عملت بكل الإمكانات المتاحة على تدارك هذا الأمر في الجامعات ووزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب.

ورأى اسليم أن هناك أمرين يضران بالبحث والثقافة الأول غياب “نقد النقد” وهذا ما يسمح بحضور الغث ورواجه والثاني شيوع ظاهرة القص واللصق وهي ظاهرة بدأت تغزو الرسائل الجامعية.

وختم الباحث الدكتور اسليم أنه من طبيعة تكويننا التاريخي أن نشهد مثل هذا الواقع المرير الذي أثر بشكل عام على البحث والثقافة ونتيجة مؤامرات كبيرة على حضارتنا وعلينا أن نستجيب لتحديات مواجهته بإبداع وبحث تحفظ بهما هوية الأمة وهذان الأمران قام بهما المثقفون الواعون بمعزل عن غياب المؤسسات الرسمية في الزمن المملوكي والعثماني والأمر ذاته يحصل الآن مع مغايرة ظاهرة لأن لدينا مؤسسات رسمية لها حضور إيجابي.

يذكر أن الدكتور فاروق اسليم رئيس تحرير مجلة التراث العربي في اتحاد الكتاب العرب وعضو المكتب التنفيذي وله بحوث في الأدب وتاريخه ومن مؤلفاته “الانتماء في الشعر الجاهلي” وهو أستاذ في كلية الآداب بجامعة حلب.

حمد خالد الخضر

انظر ايضاً

“الهوية الوطنية السورية.. التكوين والتحديات” في ثقافي العزيزية

حلب-سانا محطات من تاريخ سورية الحديث ومقاومة شعبها للمشاريع والمخططات الاستعمارية للتجزئة والتقسيم محاور تناولتها …