يقتربون بخجل من حقائق لا يمكن تجاهلها

في تصريح الخارجية الأميركية حول مشاركة الرئيس الأسد في الحوار حول الأزمة السورية شيء من الطرافة فعلاً. فمن جانب أول هو تصريح جاء ليؤكد البدهيات الأولية لأي حوار في الدنيا.

فهل ثمة محاور جدي يشترط تغييب الطرف الذي سيحاوره ؟! يعني إذا قالوا السوريون يتحاورون هل يعني ذلك السوريين الذين يختارونهم..؟! وماذا عن البقية..؟!‏

بالإذن من الخارجية الأميركية، وبغض النظر عن موقفهم وموقفي: ما زال الرئيس الأسد مفتاح الحل الأول دون أي شك في ذلك. هو الوحيد بين كل القوى الموجودة على الساحة القادر أن يقول من يمثل وأن يمون على الذين يمثلهم.. وهم بالتأكيد ما زالوا الأكثرية.‏

أما الجانب الثاني للطرفة الأميركية فهو التدخل المريع بشأن السوريين ومواقفهم عن طريق غض النظر..؟؟!! فهم من أجل أن نتحاور يغضون النظر عن «موقفهم» من شرعية الرئيس الأسد…؟؟!! وبغض النظر عن موقفي أسألهم: وما علاقتكم أنتم ؟! نحن الذين نقرر شرعية الرئيس كائن من يكون وليس أنتم..؟!‏

ثالثة الأثافي التي أسميناها «طرفة» أن يتبادر لذهن الدبلوماسية الأميركية ومعها كل الدبلوماسيات الدائرة في فلكها من العريقة كالأوربية إلى المبتذلة القزمة كالعربية… أنها بمثل هذه التصريحات المرتبكة بين الخجل ومواجهة الحقيقة إنما ترمي بجزرة في الحقل السوري ستركض سورية باتجاهها فوراً!.‏

سورية يمكن أن تنسى أو تتجاهل كل شيء إلا أن تنسى أنها البندقية الأولى والأهم وأنها المحارب الرئيسي في المنطقة وغيرها للإرهاب. وهي تدرك أن نار الارهاب بدأت تلدعكم وبتّم بحاجة أكيدة لجدارة الموقف وجديته من مسألة الارهاب. هذه الجدية لا يمكن أن يمثلها محاولات حصر الإرهاب في الشرق وحده عبر فتح قنوات تحرك الارهابيين باتجاه واحد واغلاق الآخر. ولا بتغيير قوانين الهجرة لمنع المشرقيين من القدوم إليكم وهذه ليست بالمطلق ،جديدة! ولا عبر التحالف المقاتل للإرهاب، وأنتم أول من يعترف ويقر باستحالة ذلك. فإن أوصلتكم نار الارهاب إلى الجدية في محاربته، لن تنسقوا مع سورية وحسب، بل ستتبنون الحقائق حول الارهاب وداعميه في المنطقة دون خجل من إسرائيل أو تركيا أو السعودية أو قطر.. أو.. أو… إلخ.‏

عندها مثلاً… لن تخجلوا من إعلان الحقائق الواضحة إلى درجة الفضيحة حول أدوار المذكورين سابقاً من الارهاب وآخرها تصريح وزير داخلية تركيا حول توصيلهم الإرهابية حياة بو مدين إلى سورية لأن فرنسا لم تخبرهم بمنع دخولها إلى تركيا !!…أما منع نقلها إلى سورية…؟؟ فذلك متفق على صلاحيته يبدو إلى أن يعلن خلاف ذلك من أبطال مكافحة الارهاب بالمسيرات المليونية في أوربا يتقدمها كبار الإرهابيين في العالم!.‏

المحاربة الحقيقة الفاعلة للإرهاب في العالم تحتاج جهود سورية في هذه المرحلة من التاريخ… وسورية تحتاج فرصتها لترميم قوتها ودعم مقدراتها عبر رفع الحصار عنها.. وشعبها وحده الذي يهب الشرعية لمن يشاء لقيادته.‏

بقلم: أسعد عبود