كيف تحدت آيات أبو زيد ضعف بصرها وأبدعت مشغولات من الصوف؟

دمشق-سانا

بالرغم من ضعف بصرها إلا أن إصرار الشابة آيات أبو زيد وما تتمتع به من همة وتصميم على تجاوز إعاقتها وحالتها الصحية الصعبة جعلت منها نموذجاً محفزاً لأقرانها من أصحاب الهمم والأصحاء على حد سواء بعد أن تمكنت من تجسيد حضور مهني لافت في مجال الخياطة والأشغال اليدوية وحياكة الصوف.

أبو زيد التي تعلمت الأصول الحرفية لهذه الفنون في جمعية “الوئام” للكفيفات عرضت منتجاتها مؤخراً في معرض “المنارات” الذي أقامته الجمعية وسط إقبال كبير على معروضاتها الأمر الذي وجدت فيه حسب قولها مكافأة مفرحة بعد مسيرة من الاجتهاد والصبر لتحقيق النجاح الذي تبتغيه وقطف ثمار تعبها مشيرة إلى أن الأهل والأصدقاء وجهود الجمعية شكلت حاضنة دافئة لموهبتها التي لاقت روافد غنية في هذا الدعم الواسع.

وأضافت أبو زيد في حديثها لنشرة سانا الشبابية أنها تقوم بصنع الكنزات والشالات والقبعات الصوفية إضافة إلى أعمال الكروشيه المتنوعة وهو ما فتح أمامها بوابة عمل ورزق جيد وحقق لها نوعاً من الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي الذي طالما سعت إليه لتعزيز ثقتها بنفسها وقدرتها على الإنتاج والتفاعل مع محيطها.

تتابع أبو زيد مسيرة عملها ونجاحها مصممة على التقدم بخطى ثابتة نحو مستقبلها دون أن ترضخ لظروف الإعاقة وأكدت أنها تعيش حياتها كأي إنسان عادي وتكثف جهودها لتحقق المزيد من النجاحات رغم معرفتها بصعوبة الطريق فهي حسب قولها ترى الأشياء في جوهرها وتستثمر بصيرتها النافذة لتتلمس نور الأمل في كل ما يحيط بها.

من جهته أوضح محمد معروف أبو زيد والد آيات أن ابنته ولدت وهي تعاني من زرق ولادي اضطرهم لإجراء عملية لها في اليوم الرابع من ولادتها وهي منذ ذلك اليوم تتطلب المراقبة الدائمة خشية ارتفاع ضغط دم العين إلا أنها كانت قوية منذ صغرها ومحبة لتعلم كل جديد بالرغم من أن نسبة نظرها مع استخدام النظارة لا تتجاوز 10/2 مبيناً أنها بالرغم من ظروفها هذه فقد تعلمت صناعة عجينة السيراميك واتبعت العديد من الدورات التدريبية في الأشغال اليدوية والصوف وصناعة الصنارة إضافة إلى دورات الحاسب كما شاركت في العديد من المعارض والفعاليات التي أظهرت إبداعاتها.

لمياء الرداوي