باحثة سورية تحصل على الماجستير عن بحث نوعي لاختبار ذكاء الأطفال

دمشق-سانا

يصر الطلبة السوريون على متابعة تحصيلهم العلمي العالي والسير قدما في حقل البحث العلمي دون التفات للظروف المحيطة بهم وللمعوقات التي قد تعترض طريقهم مؤمنين بأن العلم هو سلاح ماض في وجه أي غزو فكري طارئ كما أنه تحد للثقافة الظلامية التي يحاول أعداء سورية نشرها في أوساط الشباب على وجه التحديد.

ترجمة لهذا الإصرار حصلت الطالبة السورية إسراء زهوة مؤخرا على درجة الماجستير في القياس والتقويم التربوي والنفسي من كلية التربية بدرجة امتياز وبمعدل /33ر94/ عن بحث قامت به بعنوان “تقنين اختبار الذكاء غير اللفظي الابتدائي” والذي أجرته على عينة من الأطفال من الشريحة العمرية الممتدة من الثلاث إلى التسع سنوات كاختبار يساعد في قياس ذكاء الأفراد الأميين وبعض حالات الإعاقة الثقافية أواللغوية.

أما الهدف من البحث فتوضحه زهوة في حديثها لنشرة سانا الشبابية بأنه يتمثل بقياس القدرة العقلية العامة للفرد بغض النظر عن بلده ولغته حيث عملت على تقنين الاختبار وتعديله في سورية ليبقى محدودا بأطفال مدينة دمشق ومتناسبا مع طبيعة البيئة السورية مشيرة إلى أن أهمية البحث تكمن في مزايا الاختبار وسهولة تطبيقه وتناوله لمجال عمري مهم بالإضافة إلى شكله الملون الذي يزيد من رغبة الأطفال في الإجابة فهو عبارة عن 75 صورة ملونة يختار منها الطفل الشكل المختلف عن باقي الأشكال.

وتابعت .. إن البحث يمكن أن يشكل قاعدة بيانات لاتخاذ القرارات التربوية التعليمية وذلك من خلال تكامله مع الكثير من اختبارات الذكاء التي جرت دراستها في الجمهورية العربية السورية كما يمكن الاستفادة من نتائج الاختبار الذي صمم في العام 2008 بناء على مجموعة من النظريات الحديثة المتصلة بالذكاء في وضع الخطط الملائمة والبرامج العلاجية وفق ما يجري تقييمه من معلومات تسمح بالتحديد الملائم للأفراد والمجالات الخاصة التي يكون التدريب والعلاج مفيدا ومؤثرا فيها.

ومن أهم مزايا الاختبار أنه قصير زمنيا إذ تتراوح مدته حسب الباحثة من 5 إلى 15 دقيقة وهو سهل الاستخدام بحيث يجتذب الطفل إليه كما أنه يستخدم لقياس قدرات أطفال التوحد والتخلف العقلي والشلل الدماغي والحبسة الكلامية والصم والبكم وتقريبا كل أنواع ذوي الاحتياجات الخاصة.
ولأن الاختبار يمتلك القدرة على تحديد مستوى ذكاء الطفل فهو يساعد في تحديد اليات تطوير هذا الذكاء واستثماره في المكان المناسب له سواء من الناحية العقلية أو العمرية بالإضافة إلى توجيه الرعاية المناسبة لكل طفل حسب مستوى ذكائه وفق ما تحدده نتيجة الاختبار.

وأشارت الباحثة إلى أن رسالة الماجستير استغرقت عامين عملت خلالها على بحثين حمل الأول عنوان “دراسة الخصائص السيكومترية لاختبار كوفمان الموجز” للذكاء لتطبيقه على أعمار تتراوح بين الرابعة و السادسة من العمر فيما تم تطبيق البحث الثاني وهو بعنوان “التحليل التمييزي لمقياس واغنر أنيغرام لأنماط الشخصية” على عينة من طلبة جامعة دمشق.

وأخذت زهوة في رسالتها عينة تضم /1840/ طفلا طبق عليها معيارا اختبار هما “اختبار كوفمان الموجز للذكاء” في نسخته الثانية أما الاختبار الثاني فاعتمد فيه معيار رافن الملون.

ومن خلال هذه الدراسة و التجربة العلمية المرافقة لها خلصت الباحثة إلى وجود إهمال كبير من قبل غالبية الأهالي وأولياء الأمور لأطفالهم إذ يفتقد الأهل التنسيق والتعاون مع المدرسة و هو ما يمكن في حال تلافيه تجاوز العديد من صعوبات التعلم التي تنتشر على نطاق واسع بشرط عدم وجود خلل دماغي لدى الطفل مؤكدة أن الإهمال يتسبب في تفاقم المشكلة إلى درجة يصعب على الطفل تجاوزها.

وترى الباحثة الشابة أنه من الضروري أن يطور الشباب السوري مهاراته وينمي قدراته ويزيد من ثقافته ومعرفته وخاصة أن سبل الحصول على المعلومة قد أصبحت واسعة ومفتوحة أمام الجميع مشيرة إلى أنها تعمد في كل وقت إلى المطالعة و تتابع علوم التنمية البشرية وتطوير الذات بشغف كما أنها التحقت بالعديد من دورات صعوبات التعلم والدعم النفسي للأمهات.

لمى الخليل