الشريط الإخباري

زوجة مدون سعودي: وحشية سلطات آل سعود سببها مخاوفها من تنامي المعارضة الالكترونية

لندن-سانا

ذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية نقلا عن زوجة المدون السعودي رئيف بدوي الذي حكمت عليه سلطات ال سعود بالسجن عشر سنوات وتلقي الف جلدة على دفعات ان هذه السلطات البالية تقمع المعارضة ومدوني الانترنت مدفوعة بخوفها من تنامي قوة هذه المعارضة.

ولفتت سيرينا ساندهو مراسلة الاندبندنت في مقال إلى أن بدوي البالغ من العمر ثلاثين عاما وهو والد لثلاثة أطفال أدانته سلطات ال سعود بارتكاب جرائم عبر شبكة الانترنت و “إهانة الإسلام” لمجرد تأسيسه موقعا دعاه “الليبراليون السعوديون” وتم اعتقاله عام2012 ثم حكمت عليه المحكمة بالجلد 1000 جلدة بالإضافة إلى 10 سنوات سجن وغرامة مليون ريال سعودي.

وقالت الصحيفة إن الشرطة السعودية نفذت خمسين جلدة على بدوي في ميدان عام على أن تتواصل عمليات الجلد لمدة 20 أسبوعا مشيرة إلى أن ممارسات ال سعود هذه هي الأحدث التي تتعلق بتضييق الخناق على نشطاء الانترنت في هذا البلد حيث بات الكثير منهم يخشون التحدث علنا.

وتقول أنصاف حيدر زوجة الناشط بدوي المقيمة في كندا إنها لم تتخيل ابدا أن تصل السعودية إلى هذا الحد من الوحشية مشيرة إلى أن قوانين المملكة دفعت الناس إلى توجيه اعتراضاتهم عبر شبكة الانترنت لتوثيق كل ما يرونه خطأ في البلاد لكنهم مع ذلك يلاحقون ويحاكمون ويعاقبون.

ونقلت الاندبندنت عن هالة الدوسري الكاتبة والمدونة السعودية قولها “إن الحكومة السعودية التي عفا عليها الزمن تحاول إثارة الرعب في قلوب الناس لمنعهم من نشر آرائهم”.

وأشارت إلى أن سلطات ال سعود لا ترغب في أن يبدأ مواطنوها بتوجيه أسئلة حول شرعية حكم العائلة المالكة أو توزيع الثروة لافتة إلى أن النشاط على الانترنت اثار الوعي بحقوق الإنسان بين الناس موضحة أن هذا الأمر وضع الكثير من الناشطين والناس الذين يعبرون عن آرائهم في خطر.

ولفتت الصحيفة إلى أن السعودية قامت الشهر الماضي بإحالة الناشطتين لجين الهزلول وميساء العمودي إلى محكمة مكافحة الإرهاب بسبب قيادتهما السيارة وهذا الحق ممنوع على المرأة في السعودية.

ونقلت الصحيفة عن يحيى عسيري رئيس احدى جمعيات حقوق الإنسان قوله “إن السلطات السعودية تسعى لمنع نشاط المعارضين على فضاء الانترنت وهو أمر شديد الصعوبة .. ففي ظل وجود حكم مطلق وهو حكم ال سعود تشكل شبكة الانترنت النافذة الوحيدة للمجتمع السعودي للتعبير عن رأيه ولذلك فان الناشطين سيقاومون بقوة أي محاولة حكومية لإغلاق هذه النافذة”.

وأضاف عسيري أن الجيل الجديد في السعودية يؤمن بأن عقوبة الجلد تشكل اسلوبا وحشيا لإسكات الجميع.

ومع ذلك فإن السلطات السعودية لا تزال تواصل فرض هذه العقوبة الوحشية حيث تم تقييد المدون بدوي قبل أن ينقل إلى الساحة العامة أمام مسجد الجفالي في مدينة جدة لتنفيذ العقوبة المفروضة بحقه حيث استمر جلده العلني لمدة 15 دقيقة وذلك وفقا لروايات شهود عيان.

وبحسب موقع كريستيان توداي فإن قمع النشاط الالكتروني يتواصل في السعودية مع اغلاق الشرطة الدينية التي تعمل لصالح ما يدعى بـ “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” في السعودية أكثر من عشرة آلاف من حسابات تويتر العام الماضي.

ونقلت الصحيفة عن الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمنظمة هيومن رايتس ووتش آدم كوغل قوله “إن قانون جرائم الإنترنت مبهم حيث يعطي المدعين العامين والقضاة أداة لإسكات النشطاء”.

وأضاف ان الحملة السعودية لإسكات الانتقادات الداخلية أو المعارضة انتقلت من مجرد ترهيب النشطاء إلى فرض عقوبات جسدية وحشية وعقوبات بالسجن لعقود طويلة.

ولفتت الصحيفة إلى أن ممارسات السلطات السعودية غير الشرعية الصارخة اضطرت حتى الولايات المتحدة التي تعتبر حليفا وثيقا للرياض إلى إدانة جلد بدوي وكذلك تلقت انتقادات من كندا وألمانيا والخميس الماضي قالت جينيفر بساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية “إن الحكومة الاميركية تطالب السلطات السعودية بإلغاء هذه العقوبة الوحشية وإعادة دراسة قضية بدوي والحكم الصادر بحقه”.

ويرى مراقبون أن السعودية لا تحمل مقومات الدولة العصرية مستندين في ذلك إلى عدد كبير من القوانين والأوامر الملكية الصادرة عن عائلة آل سعود التي تنتهك حتى أبسط حقوق الإنسان.

انظر ايضاً

كاتبة في الاندبندنت البريطانية: إرهابيو تنظيم “داعش” يستخدمون آلاف المدنيين بالموصل كدروع بشرية

لندن-سانا أكدت الكاتبة في صحيفة الاندبندنت البريطانية كاثي أوتين أن المدنيين الفارين من مناطق انتشار …