بيروت-سانا
أكد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق الدكتور سليم الحص أن القرار المتخذ من السلطات اللبنانية والقاضي بفرض قيود جديدة على السوريين “لم يكن موفقا” فهو لا يعكس علاقات الأخوة التي ينبغي أن تسود في كل الأوقات بين البلدين الشقيقين ولن يكون هناك طائل منها.
ودعا الحص في تصريح له أمس إلى إعادة النظر في هذه الإجراءات وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح وقال “نعي ضرورة تنظيم تدفق السوريين إلى لبنان نتيجة الأحداث المؤلمة في سورية لما فيه مصلحة الجميع في البلدين الشقيقين ولكن لا يمكن أن يتم ذلك إلا بالتنسيق مع الحكومة السورية في هذا الأمر حرصا على العلاقة المميزة بين البلدين الشقيقين”.
بدوره أكد عضو الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اللبناني مروان فارس أن الإجراءات التي تم اتخاذها بالنسبة للمهجرين السوريين إلى لبنان “تتناقض مع معاهدة التعاون والأخوة الموقعة بين البلدين” لافتا إلى أن العلاقات اللبنانية السورية تقوم على “قاعدة شعب واحد في دولتين” وهذه العلاقات أعمق بكثير من هذه الإجراءات المؤخرة “التي تسيء للدولتين والشعبين معا”.
وقال فارس في تصريح له أمس “إن جرائم الإرهاب هي نفسها في سورية والعراق وفرنسا” مؤكدا أن “الشرق الذي علم العالم الحضارة الإنسانية لا يقبل بهذه الجرائم ونحن ندينها ونستنكرها أشد الاستنكار”.
لقاء الأحزاب الوطنية اللبنانية: القرار الجديد بشأن دخول السوريين إلى لبنان سابقة سلبية تمس العلاقات بين البلدين الشقيقين
من جهته أكد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية أن القرار الجديد بشأن دخول المواطنين السوريين إلى لبنان بـ “صيغته الحاضرة” يشكل سابقة سلبية تمس العلاقات بين البلدين الشقيقين اللذين تربطهما اتفاقيات مشتركة.
وجاء في بيان صدر عن اللقاء “كان من المفروض على الحكومة اللبنانية أن تدرس مثل هذا القرار قبل الإقدام عليه ولاسيما أنه ستكون له تداعيات سلبية على العلاقات الثنائية ويلحق الضرر بمصالح اللبنانيين” داعيا إلى “تصويب” هذا القرار عملا بالإتفاقات المعقودة بين البلدين والتواصل مع الحكومة السورية والتنسيق معها في هذا الموضوع.
وبشأن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الصحيفة الفرنسية شارلي إيبدو في باريس أدان اللقاء هذا الاعتداء مؤكدا أن انتقال الإرهاب الى قلب العاصمة الفرنسية هو نتيجة طبيعية لإقدام الدول الغربية على دعم وتصدير الإرهابيين إلى سورية.
ودعا اللقاء الشعب الفرنسي إلى “محاسبة الرئيس فرانسوا هولاند وحكومته على مسؤوليتهما عما حصل نتيجة سياستهما الرعناء الداعمة للإرهاب”.
وكان الوزير اللبناني السابق كريم بقرادوني أكد في حوار تلفزيوني أمس أن الاعتداء الإرهابي الذي ضرب صحيفة شارلي ابيدو في فرنسا برهن على أن “الإرهاب لا دولة ولا دين له وأنه سينتقل قريبا إلى الدول التي رعته ودعمته ومولته لتدمير وضرب سورية منذ أربع سنوات” داعيا الحكومة الفرنسية إلى إدراك حاجتها “لإعادة النظر” بسياستها الخارجية المؤيدة للإرهاب فى سورية.