حلب-سانا
انطلقت عملية إعادة الإعمار الثقافي في مدينة حلب مع إعلان انتصارها على الإرهاب والفكر الظلامي الذي حاول إطفاء شعلة المعرفة فيها باستهدافه وتخريبه المنابر والمراكز الثقافية في الريف والمدينة.
وشملت أعمال الترميم والتأهيل عددا ًمن المؤسسات والمقرات التي تضررت جراء الحرب على سورية منها ترميم مديرية الثقافة ودار الكتب الوطنية الذي تم على مرحلتين الأولى شملت الطابق العلوي وتجهيزاته والثانية المسرح وهي قيد الانتهاء والتسليم.
ومع زيارة الفريق الحكومي إلى حلب هذا العام تم رصد مبلغ مليار ليرة سورية لوزارة الثقافة خصص قسم منها لمديرية الآثار والمتاحف والقسم الاخر لمديرية الثقافة لترميم المسرح في مدينة السفيرة ولإعادة تأهيل وترميم قصر الثقافة بحلب كما يتم إعداد دراسة لتأهيل ثلاثة مراكز طالها الإرهاب في أحياء الصاخور وهنانو والفردوس.
وأوضح جابر الساجور مدير الثقافة بحلب في حديث مع مراسل سانا أن النشاط الثقافي بالمحافظة شهد عودة متسارعة بمشاركة المثقفين والادباء والشعراء بنتاجاتهم النوعية والمتعددة ما حدا بوزارة الثقافة لإطلاق تسمية حلب عاصمة للثقافة السورية عام 2019 مشيرا إلى إعادة افتتاح معاهد الثقافة الشعبية صباح فخري للموسيقى والتي تصب في إعادة تأهيل الإنسان ثقافياً.
ولفت الساجور إلى أنه تم تشكيل مجلس استشاري لعمل المديرية ويتألف من عدد من القامات الأدبية والفكرية الكبيرة منهم الدكاترة فايز الداية واحمد زياد محبك ومحمد حسن عبد المحسن والموسيقي عبد الحليم حريري رئيس فرع نقابة الفنانين والشاعر فرهود الاحمد وذلك ليكون هذا المجلس داعما بالآراء والمقترحات لإعداد البرامج والتوصيات الثقافية.
وشهد هذا العام وفقا للساجور إقامة نشاطات وفعاليات ثقافية متنوعة ومسرحيات ومهرجانات وأسابيع ثقافية وتكريم قامات وطنية وعرض عدد من المسرحيات على خشبة المسرح القومي منها كوميديا سوداء وعرضا لذوي الإعاقة بعنوان وجهات نظر بهدف إعادة الألق الثقافي للمدينة.
وأشار مدير الثقافة إلى اقامة العديد من الحفلات الفنية تحتفي بحلب ام الطرب بمشاركة عدد من النجوم الكبار مع إطلاق برنامج غنائي لرعاية المواهب سمي بمبادرات شبابية.
واستعرض الساجور عددا من الأنشطة التي أقامتها مديرية الثقافة ومنها معرض للفن التشكيلي للفنانة ناريفان حموش وحفلان فنيان للفنان نور خياطة وللمايسترو عبد الباسط بكار برفقة 12 مغنيا وعازفا وملتقى القصة القصيرة للمبدع والمفكر محمد أبو معتوق وملتقى الفنان فاتح المدرس دورة الفنان طاهر البني ومهرجان الشاعر عمر أبو ريشة دورة الشاعر عمر أبو قوس.
ولفت إلى أن مديرية الثقافة تستعد حاليا لإقامة مهرجان مسرحي للطفولة هو الأول من نوعه حيث سيقوم عدد من المخرجين المحترفين بجلسات اعمال مسرحية تستمد مادتها من أفكار الأطفال الذين سيؤدون أيضا شخصياتها بهدف تحفيز الفكر الإبداعي لدى هذه الشريحة العمرية وإطلاق مواهبها.
وأوضح أن العام القادم سيشهد عدة مشاريع ثقافية منها مشروع منارات ثقافية لتسليط الضوء بشكل شهري على شخصية فكرية أدبية ثقافية من حلب وعلى نتاجاتها.
وبين أن مديرية الثقافة تواصل تعاونها مع الجمعيات الأدبية في المدينة ومنها العربية المتحدة للآداب والفنون وأصدقاء اللغة العربية والقيثارة ورابطة الوعي العربي والفلكية والوطنية للبيئة فضلا عن اتحاد الكتاب العرب.
وتعمل مديرية الثقافة كما يؤكد الساجور على تزويد مكتبات الريف المحرر بعدد كبير من الكتب والإصدارات الحديثة الصادرة عن وزارة الثقافة ومن دور النشر الخاصة لإعادة تأهيل وتفعيل هذه المناطق التي تعرضت للضرر الكبير من الفكر الظلامي والإرهاب الممنهج.
وختم مدير الثقافة حديثه بالقول “نقف اليوم على عتبة عام جديد لنؤكد أن الثقافة في حلب متألقة وعادت إلى ممارسة دورها الطبيعي والثقافي والاجتماعي مع كل شرائح المجتمع لأن وجودها ضروري لنجاح أي نشاط ثقافي وتحفيزه”.
قصي رزوق