الشريط الإخباري

مئوية الفنان نصير شورى… أحد مؤسسي الفن التشكيلي السوري المعاصر

دمشق-سانا

تحتفل وزارة الثقافة بالذكرى المئوية لولادة نصير شورى أحد مؤسسي الفن التشكيلي السوري المعاصر وواحد من الأسماء الكبيرة التي ساهمت بنشر دراسة الفن أكاديمياً فضلاً عن تفرده بالمدرسة الانطباعية ورسم الطبيعة.

شورى الذي يقام معرض فني لأعماله ضمن احتفالية أيام الفن التشكيلي في دار الأسد للثقافة والفنون حاز عبر مسيرته الكثير من الجوائز والتكريمات وأهمها وسام الاستحقاق السوري سنة 1982.

ولد شورى في دمشق عام 1920 لأب صيدلاني وخاله المؤرخ المعروف محمد كرد علي وأحب الرسم منذ طفولته حيث رسم بسن الخامسة لوحة حازت إعجاب من شاهدها وفي الإعدادية درس الفنون على يد مدرس متمكن هو الفنان جورج بول الخوري خريج المدرسة الوطنية العليا للفنون الزخرفية في باريس الذي شجع شورى على الاستمرار.

بدأ شورى منذ صغره بإقامة المعارض ففي عام 1936 أقام معرضاً مشتركاً في المتحف الوطني بدمشق ثم نظم عام 1938 معرضاً في معهد اللاييك “باسل الأسد حالياً” وفي العام نفسه أقام معرضاً بمفرده في النادي العربي بدمشق.

بعد حصول شورى على الثانوية العامة حاول دراسة الفنون الجميلة في إيطاليا إلا أن ظروف الحرب العالمية الثانية منعته من ذلك فالتحق بكلية الفنون الجميلة في جامعة القاهرة وتخرج منها عام 1947 ولدى عودته اشترك مع عدد من الفنانين الرواد والعائدين من الخارج في معرض أقيم في ثانوية التجهيز الأولى بدمشق قدم خلاله العديد من اللوحات التي تعكس تجربته الفنية أثناء دراسته في القاهرة.

بعد أن أصبح اسم شورى في طليعة الفنانين السوريين غدا مقصداً لهواة الفن والطلبة والفنانين ليستفيدوا من خبراته الفنية حيث استطاع أن يجعل الفن يتفاعل مع الواقع ويحقق الأصالة الفنية التي تعني إغناء اللوحة بألوان البيئة.

شورى الذي عمل مدرساً للتربية الفنية في المدارس الثانوية ساهم بتأسيس المعهد العالي للفنون الجميلة في دمشق عام 1960 الذي أصبح فيما بعد كلية الفنون الجميلة ثم عين وكيلاً لها عام 1970 وكان له دور في تأسيس أغلب التجمعات الفنية في سورية.

كما عمل عبر تجربته الطويلة على لوحاته بصيغ فنية مختلفة وأصيلة تعكس رؤيته وتصوره فكان شغوفاً بالمناظر الطبيعية التي اندمج معها من خلال ألوانه المتناغمة والمنسجمة ليتأثر فيما بعد بالمدرسة الانطباعية التي كان في طليعة مؤسسيها في سورية ومن لوحاته الهامة وخيمة عرب وكرم التين.

وفي الـ 24 من تشرين الثاني عام 1992 توفي شورى بمدينة دمشق تاركاً مرسمه في منطقة المهاجرين مخزناً يحكي عن إرثه الخالد وأجيالاً من الفنانين تتلمذوا على يديه أو تأثروا بأسلوبه.

رشا محفوض