الشريط الإخباري

الدكتورة الراحلة عزيزة مريدن أول أستاذة جامعية سورية

دمشق-سانا

حفلت مسيرة الباحثة والأديبة الراحلة عزيزة مريدن بالعديد من الإنجازات المعرفية ولكن التاريخ يسجل لها أنها كانت أول أستاذة جامعية سورية بعد أن كان هذا المنصب العلمي مقتصراً على زملائها من الرجال طوال عقود.

ويوضح الباحث والأديب عيسى فتوح في كتابه أديبات عربيات أنه تقديراً لمكانة الدكتورة الراحلة مريدن وكونها أول عضو في الهيئة التدريسية بجامعة دمشق أطلق اسمها على إحدى قاعات كلية الآداب في الجامعة.

مريدن التي خلفت وراءها تسعة كتب في النقد والبحث الأدبيين ولا سيما في الشعر المهجري الجنوبي ولدت وفق فتوح في مدينة دمشق سنة 1929 حيث نالت شهادة الدراسة الثانوية ثم تخرجت من دار المعلمات الابتدائية ومن جامعة دمشق ثم حصلت من معهد الدراسات العربية العالية في القاهرة على شهادتي الماجستير والدكتوراه لتعين بعد عودتها أول أستاذة في قسم اللغة العربية بكلية الآداب في دمشق.

وحول اهتمام مريدن بالشعر المهجري الجنوبي يوضح فتوح أن ذلك نبع من رؤيتها له كأدب ناصع البيان وشديد المحافظة على تقاليد اللغة وكثير الاهتمام بالعروبة والقومية حيث وجدت أن معظم النقاد بحثوا في جوانبه القومية دون أن يدرسوه كاتجاه محدد قائم بذاته.

ويبين فتوح أن الراحلة سعت لتجاوز كل الصعوبات التي لاقتها خلال دراستها لهذا الشعر المهجري ولا سيما في صعوبة الحصول على آثاره الأدبية والتي لم تطبع كلها فعمدت إلى مراسلة الشعراء الأحياء ووجدت لديهم استجابة بالغة أعانتها على المضي في عملها.

ولم تتوقف مريدن في دراستها للشعر المهجري الجنوبي وفقاً لفتوح عند جوانبه الأدبية بل استفاضت في البحث بالبيئة الجغرافية والأدبية في المهجر الجنوبي وعن أسباب الهجرة إلى تلك البقعة من العالم وما كان لها من أثر في تبلور القومية العربية وظهور جمعيات أدبية كالعصبة الأندلسية والرابطة الأدبية في البرازيل والأرجنتين.

ويشير فتوح إلى أن تعمق مريدن في هذا الشعر جعلها تقسمه لأغراض وأنواع منها القومي والوطني وشعر الحنين فضلاً عن اهتمام شعرائه بأحداث العرب الكبرى وتفاعلهم معها وتنديدهم بالاستعمار راصدة أبرز الخصائص الفنية العامة لهذا الشعر من الصدق في التعبير والتصوير الفني الحركي للصور الشعرية والمطالع والحماسة المجلجلة والالتزام والرومانسية في شعر الحنين والحماسة والخطابية في الشعر القومي والموسيقا الصاخبة حينا والهادئة أحياناً واستخدام قوالب مختلفة مثل القصة والأسطورة والرمز والتصوير.

ويلفت فتوح إلى أن الدكتورة مريدن قضت سنوات عديدة في التدريس الجامعي والإشراف على رسائل الماجستير في سورية ودول عربية حتى وافاها الأجل سنة 1992 عن عمر لم يتجاوز الـ 63 عاماً معدداً كتبها ومنها (القومية والإنسانية في الشعر المهجري الجنوبي) و(القصة الشعرية في العصر الحديث).

رشا محفوض

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency