دمشق-سانا
سعت فرقة سما للرقص التعبيري منذ تأسيسها قبل أكثر من عقد الى ترسيخ حضور إبداعي مغاير للمألوف و ذلك من خلال تقديم مفهوم جديد للمسرح الراقص يعتمد على الحداثة وكسر النمطية من خلال الجمع بين الرقص الحديث ورقص الصالونات والباليه الكلاسيكي و هو ما يؤديه 40 راقصا و راقصة من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية و طلاب مدرسة الباليه في دمشق.
وعملت الفرقة على تحقيق هذا النمط الفني الجديد عبر تكريس فن الكوريوغرافيا او ما يعرف تقنيا بالاداء الحركي الراقص الذي يمتلك القدرة على التعبير الدلالي لتوصيل الأفكار والأحاسيس والحالات المختلفة في فضاء مسرحي تحدده اجساد الراقصين على الخشبة ضمن انساق حركية تفيض بالطاقة و المشاعر.
ولفت علاء كريميد مؤسس الفرقة خلال حديث لنشرة سانا الشبابية إلى أن فرقة سما هي عبارة عن تجمع شبابي فني يسعى من خلال اعماله الى نشر ثقافة واعية في مجال الجسد والرقص والحركة بالتزامن مع تطور فنون الأداء في العالم وتقوم الفرقة متمثلة بإدارتها وراقصيها بتقديم مستوى بصري وثقافي يساهم في نقل فن الرقص العالمي الى المتفرج المحلي .
وبين كريميد أن تأسيس الفرقة لم يكن امرا مخططا له لدى بدء التعاون بين مؤسسيها فقد كان الشباب الراقص يطمح لممارسة واحدة من هواياته المفضلة و التي تمثل شغفا حقيقيا لكل منهم لكن ازدياد عدد المنتسبين الى هذا التجمع الفني و تطور العمل دفع بالفكرة تدريجيا الى التجسد متحولين بذلك الى فرقة راقصة.
من الناحية الفنية أشار مؤسس الفرقة الى ان الاعتماد الاكبر يقع غالبا على مصمم الرقصات والذي يعتبر العصب الاساسي لكل ما يقدم على خشبة العرض رغم انه لا يتواجد بالضرورة في الرقصة التي يصممها كما أن مهمته تقضي بالإشراف ومراقبة تنفيذ اللوحة في حين يراقب المخرج الاداء الحركي على المسرح ويعطي ملاحظاته الإخراجية من خلف الكاميرا.
واعتبر كرميد ان الفرقة استطاعت ان تحقق حضورا لافتا في الساحتين المحلية و العربية بفضل اللوحات النوعية التي تقدمها والتي توجت العام الماضي من خلال الحصول على لقب الموسم الثالث من برنامج المواهب العربية آراب غودتالنت.
من ناحيتها اشارت لانا فهمي و هي المديرة الادارية للفرقة و احدى الراقصات فيها إلى أنها بدأت الرقص بعمر 18 سنة حيث شجعها أهلها على الإلتحاق بمدرسة متخصصة بالرقص بعد ان ثبتت موهبتها في هذا المجال لتلتحق بعد ذلك باحدى الفرق الراقصة قبل الانتقال الى فرقة سما التي كانت تطلب في ذلك الحين راقصين جددا.
و قالت.. كنت بغاية الحماسة للانضمام الى الفرقة حيث كنت قد شاهدت العرض الرسمي الاول لها على مسرح الحمراء في العام 2005 و حمل آنذاك عنوان كوريوغراف وميز بعدد من اللوحات الراقصة التي ابهرت الجمهور و اثارت الدهشة الى حد كبير و بالفعل توجهت إلى المعهد العالي للفنون المسرحية حيث كان أعضاء الفرقة يتدرّبون في إحدى القاعات وهناك حضرت إحدى الحصص التدريبية حيث تم اختبار ادائي و من ثم انضممت الى الفرقة التي حققت من خلالها الكثير من التطور.
واختتمت بالاشارة الى اهمية فن الرقص المعاصر و قدرته على التعبير عما يجول داخل النفس البشرية بالاضافة الى دوره في تفريغ الكثير من الطاقات المختزنة في العقل و الجسد على حد سواء لا سيما خلال المرحلة الراهنة اذ تساعد اللوحات الراقصة و التي تؤدي دون كلام على ايصال أصدق المشاعر كما انها تبعث على السكينة و تفرغ الطاقة السلبية التي تتولد في النفوس.
يذكر أن أول عمل قدمته فرقة سما كان مع أوركسترا زرياب عبر عرض بعنوان “أم 33” ثم مع مديرية المسارح في يوم المسرح العالمي تلاه عمل اخر في افتتاح مهرجان بصرى 2007 وافتتاح وختام مهرجان السينما 2008 ثم أوبرا كارمن وصولا الى عرض بعنوان “تكتيك” في العام 2008 مع عبد المنعم عمايري و “تيامو” مع رغدة شعراني وافتتاح مهرجان السينما 2009 كما شاركت الفرقة في حفل تكريم وديع الصافي مع جوقة الفرح في أوبرا دمشق عام 2010 وحفل عيد التلفزيون السوري الـ50 وختام مهرجان دمشق المسرحي 2010.
ربى شدود