السويداء-سانا
تعرف قرية “مياماس” الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة السويداء بنحو 20 كيلو مترا بطبيعتها الجبلية الساحرة التي تحيط بها التلال المكسوة بأشجار السنديان دائمة الخضرة وبهوائها العليل ومناظرها الخلابة.
وتتربع مياماس على السفح الجنوبي لجبل العرب في أرض بركانية على كتف واد عميق ينحدر نحو الجنوب ويمثل أحد روافد وادي الزيدي الشهير وقد أخذت اسمها من الميس وهو نوع من أنواع الزبيب الذي تشتهر به القرية التي تحيط بها الأشجار الحراجية وكروم العنب والتفاح .
وتعد مياماس قرية سياحية بامتياز حيث تتوافر فيها كل مقومات الاستثمار السياحي من ينابيع كنبع الغدران الدائم الجريان والأودية كوادي مياماس المار وسط القرية بالإضافة إلى الغابات الكثيفة المليئة بأشجار السنديان والبلوط والطبيعة الجميلة الأخاذة الأمر الذي يتطلب من الجهات المختصة استثمار المواقع السياحية الموجودة بها وبخاصة الغابات الحراجية وتحويلها إلى متنزهات سياحية ومناطق للاستجمام تجذب السياح .
ويشير الباحث في آثار المنطقة أكرم رافع إلى أن إعمار قرية مياماس قديم وهي تزخر بالآثار التي يعود تاريخها إلى مختلف العصور النبطية والرومانية والبيزنطية والغسانية والعربية الإسلامية بالإضافة إلى منازلها المبنية من الحجارة البازلتية التي تروي قصة ماض عريق لهذه القرية التي عثر في آثارها على رسوم ونقوش من أشجار العنب وغيرها.
ويبين رافع أن القرية التي ترتفع عن سطح البحر نحو 1450 مترا تعتمد بشكل رئيسي على الزراعة ويعمل معظم سكانها في زراعة الأشجار المثمرة وبخاصة أشجار التفاح والعنب والكرز واللوزيات حيث يبلغ معدل الهطل المطري فيها نحو 450 مم سنويا وتكثر فيها صناعة الزبيب والدبس إذ توجد في القرية معصرة قديمة لتصنيع منتج الدبس وتعليبه.
وإلى الغرب من مياماس يقع موقع دير ماسك الذي يتميز بجماله وخضرته الدائمة والذي توجد فيه شجرة توت معمرة يقدر عمرها بنحو ألفي عام إلى جانب بئر الإسكافي التي تقبع وسط الأشجار الحراجية وهي بئر قديمة يعود تاريخها بحسب المهتمين إلى فترة ما قبل الرومان حيث تظهر حجارتها السوداء المنحوتة للعيان ولم يبق سوى الجزء العلوي منها وتتألف من غرفتين مبنيتين بأحجار منحوتة ومزخرفة يتجمع الماء بالغرفة الواقعة في الجهة الشرقية منها ليخرج عبر الأبواب إلى الغرفة الغربية.
سهيل حاطوم