دمشق-سانا
تظهر الأورام الليفية الرحمية عادة عند النساء بسن النشاط التناسلي بنسبة تصل عالمياً إلى 20 بالمئة لأسباب غير معروفة تماماً لكن هناك عوامل جينية وهرمونية لها علاقة في حدوثها حيث يحرض اختلال بعض الهرمونات على نمو هذه الأورام وفق اختصاصي الأمراض النسائية والتوليد الدكتور سومر عليلا.
وأشار الدكتور عليلا في تصريح لـ سانا إلى أن السمنة وتأخر الإنجاب ونقص فيتامين “د” وتناول غذاء يعتمد على اللحوم الحمراء والإقلال من تناول الخضار والفواكه وإدمان الكحول لها دور بحدوث ليف الرحم موضحاً أن هذه الأورام تصنف وفق موقعها إلى ورم ضمن العضلية أو تحت المخاطية أو تحت المصلية وقد يكون ورماً وحيداً أو عدة أورام ويتراوح الحجم من أقل من 1 سم إلى أحجام عملاقة.
ولفت الدكتور عليلا إلى أنه من خلال المتابعة السريرية بالعيادات والمشافي نجد زيادة بعدد الإصابات بهذا النوع من الورم محلياً لتصل أحياناً إلى 60 بالمئة وذلك غالباً بسبب تبدل نوعية الغذاء إضافة إلى حياة الخمول والكسل والابتعاد عن الرياضة والتعرض للضغوط النفسية مشيراً إلى أن هذه الزيادة في عدد الإصابات ظهرت معظمها لدى سيدات مراجعات للفحص الروتيني ودون وجود أعراض.
وبين الدكتور عليلا أن بعض الأورام الليفية لا تعطي أعراضاً وتكشف بالصدفة أثناء فحص روتيني بالإيكو أما في حال ظهور أعراض تتمثل بنزف طمثي غزير وآلام حوضية وأعراض انضغاطية مثل صعوبة التبول والإمساك لافتاً إلى أنه بشكل عام لا تعتبر الأورام الليفية خطرة وهي غير سرطانية ونادراً جداً ما تتحول إلى سرطان.
وحول التدابير العلاجية بين الدكتور عليلا أن العلاج الدوائي يساعد على إيقاف الورم عن النمو وزيادة الحجم كما يخفف من النزف الطمثي أما الجراحة فتعتبر مستطبة في حال استمرار الورم بالنمو وزيادة الحجم أو في حال وجود نزف غير مستجيب على العلاج الدوائي ويؤدي إلى فقر دم أو في حال وجود أعراض ألمية أو انضغاطية.
وأشار الدكتور عليلا إلى أنه من النادر مشاهدة أورام الليف الرحمي لدى نساء بأعمار صغيرة لأن تشكل الورم الليفي يحتاج لفترة من التعرض للاستروجين بعد البلوغ حتى يتكاثر مؤكداً أنه ليس كل نزيف هو ورم ليفي لكن النزيف المتكرر والذي يؤدي لفقر الدم مؤشر على الورم الليفي والمقصود بمتكرر أنه يحدث مع كل دورة وليس دورة واحدة عابرة.
وللوقاية من الإصابة بالورم الليفي نصح الدكتور عليلا بعدم الإكثار من تناول الأغذية الدسمة وخاصة اللحوم والتقليل من السكريات وبالتالي المحافظة على وزن خفيف مع ممارسة الرياضة وخاصة رياضة المشي اليومي إضافة إلى عدم التأخر بالإنجاب.
ولا يوجد رابط بين الليف والسرطان ونسبة تحول الليف إلى سرطان هي قليلة جداً وفق الدكتور عليلا إلا أن الأعراض السريرية من نزف وغيرها قد تخفي خلفها مشاكل خبيثة أخرى ولا تكون بسبب الورم الليفي فقط مبيناً أن العلاج الجراحي للأورام الليفية هو موضوع تخصصي بحت ويتطلب خبرة من أجل أخذ القرار الصحيح وهذا يتعلق بحجم ومكان وأعراض هذا الورم الليفي مثلاً بعض الحالات تحتاج دقة وهدوءاً أثناء الجراحة للتمكن من استئصال الورم الليفي بشكل منعزل مع المحافظة على الرحم سليماً.