الشريط الإخباري

التعلم المتمازج في السويداء.. تجربة ناجحة توفر بيئة تعليمية جاذبة وتحقق التفاعل بين الطلاب والمدرسين

السويداء-سانا

تلاقي تجربة التعلم المتمازج في الشعب الصفية المفتتحة في محافظة السويداء نجاحاً كبيراً عبر دمج التقنية الحديثة في التعليم دون التخلي عن الأسلوب التعليمي المعتاد بما يوفر بيئة تعليمية جاذبة تحقق التفاعل بين الطلاب والمدرسين وتراعي ظروف الطلاب وتنمية مهاراتهم الفردية في عمليات البحث والتقصي عن المعلومات وسرعة الحصول عليها وصولاً إلى التعلم عن بعد ومواكبة العملية التعليمية في أي وقت وظرف.

التجربة التي انطلقت في السويداء خلال العام الدراسي 2017 -2018 ضمن مشروع التعلم المتمازج لوزارة التربية بعد نجاح تطبيقها في محافظة حلب في إطار الجهود المبذولة لتطوير الواقع التعليمي بدأت بافتتاح شعبة واحدة للصف الأول الثانوي في مدرسة الشهيد ممدوح نصار واتسعت تباعاً خلال السنوات اللاحقة لتشمل شعبة للثاني الثانوي العلمي في المدرسة ذاتها وثلاث شعب في مدرسة الشهيد أحمد قاسم جمعة للتعليم الأساسي كما يبين منسق دمج التقانة بالتعليم ومشرف التعلم المتمازج في مديرية تربية السويداء الموجه الاختصاصي رامز الداهوك.

ويقوم التعلم المتمازج كما يوضح الداهوك على المزج بين التعليم المباشر التقليدي ضمن الصف والتعليم الالكتروني عن بعد عبر الانترنت عن طريق بيئة تعلم إلكترونية “مودل” وهي عبارة عن منصة تصمم فيها الدروس والاختبارات والتجارب حيث تتيح استلام الوظائف من الطلاب في أي وقت إضافة إلى صفوف افتراضية يمكن الدخول إليها في وقت واحد وتسمح للطالب بالدخول إليها والاستماع إلى الشروحات بأي وقت في حال منعه ظرف ما من حضور الدرس حيث يوجد لكل طالب ومدرس حساب ولكل منهم صلاحيات تختلف عن الآخرين.

كما يتيح نمط التعلم المتمازج إدارة العملية التعليمية وضبطها وقياس وتقييم أداء المتعلمين وصولاً إلى تحقيق التعلم عن بعد وتحسين مستوى التحصيل الدراسي عن طريق استخدام وسائل الاتصال الحديثة كما يشير الداهوك الذي أوضح أنه في ظل وجود كادر مؤهل ومتميز في المحافظة يمكن للطلاب ليس فقط تلقي المعلومة وإنما تفعيل مشاركتهم بالدروس والأنشطة من مبدأ “أشركني كي أتعلم” مع المتابعة معهم عبر المنتديات والمجموعات الافتراضية خارج أوقات الدوام ولا سيما بعد توزيع 100 جهاز لوحي “تاب” لطلاب التعلم المتمازج عن طريق وزارة التربية مؤخراً ما يسهل عملية متابعة وتحضير الطالب لدروسه وتخزينها وتواصله مع مدرسيه في المنزل.

ويفرض نمط التعلم هذا نفسه اليوم كما يرى مدرس اللغة الفرنسية عماد النداف لمواكبة التطورات التقنية أولا والتعامل ثانيا مع الحالة الصحية التي فرضها فيروس كورونا من خلال إتاحة التعلم عن بعد فضلاً عن كونه يتيح للمدرس أدوات مساعدة من خلال الصوت والصورة وسرعة الحصول على المعلومة وتقديمها بطريقة سلسة ومتميزة.

في حين يرى عدد من الطلاب أن طريقة التعلم المتمازج رغم بعض الصعوبات التقنية أفضل من طريقة التعليم العادية وأضافت إليهم الكثير من خلال تنمية مهاراتهم على استخدام الحاسوب والبحث في الانترنت وتنفيذ مشروعات وبحوث للمواد الدراسية بأنفسهم وتعزيز الثقة بالنفس من خلال الحوار ضمن المجموعات.

وبعد ثلاث سنوات من انطلاق التجربة في السويداء يرى مدير التربية فيها بسام أبو محمود أنها تجربة رائدة حققت نجاحاً لافتاً وتفتح باباً نحو مستقبل التعليم مع وجود رؤية للتوسع بها لتشمل مدارس أخرى وطلاب الشهادات في الأعوام القادمة وخاصة بعد تجربة افتتاح شعبة لطلاب شهادة التعليم الأساسي هذا العام لأول مرة بالمحافظة.

ديار نصر