حمص-سانا
تلاقى التاريخ مع الفن والإبداع في المعرض التشكيلي الثاني لملتقى أورنينا للثقافة الذي استضافته ردهات قصر الزهراوي الأثري وسط حمص القديمة.
وشارك في المعرض الذي شكل نقطة انطلاق لفعاليات مهرجان أورنينا الثقافي 18 فناناً وفنانة فضلاً عن فنانين شباب تمايزت أعمالهم من حيث الموضوعات وطريقة الرسم وتقاطعت عند عودة الحياة وترقب الأمل.
ريمون كبرون مدير ملتقى أورنينا أوضح في حديث لسانا الثقافية أن لوحات المعرض وعددها 64 غلبت عليها التعبيرية الواقعية مع إدخال أساليب جديدة بطريقة ثلاثية الأبعاد وأخرى باستخدام توالف البيئة ما أعطاها مزيداً من الجمال والإبداع والتميز لافتاً إلى أن الملتقى يهدف إلى تقريب وجهات الإبداع بين الفنانين المخضرمين والمواهب الشابة والالتقاء عند الجمال.
المهندس أحمد عكاش مدير سياحة حمص رأى أن ما يميز المعرض هو جمال المكان الأثري الذي ضمه فشكل نقطة جذب للجمهور ولا سيما أن قصر الزهراوي أحد المعالم الأثرية المهمة في المدينة.
الفنان محمد سلمان المشرف على المعرض بين أن الفكرة من إقامة الفعالية في القصر هي إعادة الألق إلى هذا المكان الذي يعاد ترميمه حالياً بعد الدمار الذي تعرض له جراء الحرب الإرهابية وجعله نقطة استقطاب ثقافي وفكري واجتماعي.
الفنان التشكيلي أحمد رحال لفت إلى أن لوحاته الأربع التي شارك بها كانت من تجليات المكان الأثري فعبرت عن تراث حمص وتدمر بألوان زيتية معرباً عن سعادته بمشاركته في المعرض وما خلفه من انطباع جميل عند الزوار بينما وصفت الفنانة التشكيلية ريما عطا الله التي شاركت بلوحتين المعرض بالمميز لأنه يشجع الفنانين الناشئة ويشكل فرصة للاطلاع على تجارب الفنانين الآخرين وخاصة الذين اتبعوا طريقة الرسم ثلاثية الأبعاد.
الفنان التشكيلي مازن منصور الذي شارك بـ 5 لوحات من المدرسة الواقعية الانطباعية أعرب عن تفاؤله بالفعاليات التي يقيمها ملتقى أورنينا والتي تسهم بعودة الحياة الثقافية إلى المدينة كما شارك الفنان التشكيلي فريد زخور بلوحتين الأولى تحمل الطابع الإنساني والثانية سريالية ترمز إلى نهوض سورية مثل طائر الفينيق بينما تحدثت التشكيلية سلام الأحمد عن مشاركتها بـ 3 لوحات اعتمدت فيها الأسلوب التعبيري برسم الأشخاص وحالاتهم الوجدانية وفي رسم الطبيعة كانعكاس للإنسان.
الفنانة التشكيلية رنده بوشي المشاركة في المعرض بلوحتين عن حلب القديمة مصورة آثار الدمار وعودة الحياة إليها من جديد عبرت عن سعادتها للمشاركة في المعرض وبمكانه الذي يوحي بالتراث السوري بينما اعتبرت التشكيلية الشابة آية ظفور 22 عاماً التي شاركت بـ 3 لوحات تحكي عن الأنثى وجمالها ومشاعرها بقلم الرصاص والفحم أن المعرض فرصة لإبراز مواهب الشباب وللتعرف على تجارب الفنانين الكبار.
وأقيمت ضمن فعاليات المهرجان الذي يستمر أربعة أيام ندوة تراثية أثرية بعنوان “الهندسة المعمارية في المباني التراثية في حمص” للدكتور عبد المسيح العشي عضو الهيئة التدريسية في كلية هندسة العمارة بجامعة البعث وذلك في قاعة سامي الدروبي بثقافي حمص.
وأسهب العشي في شرح معنى التراث ومفاهيمه وأهميته عبر العصور وضرورته لتحديد خصوصية الثقافة عند الشعوب وتحقيق وحدة مجتمعاتها وملامحها الإنسانية والفكرية مستعرضاً أسباب تدهور التراث المعماري والعمراني في المدن العربية كنقص الوعي الأثري لدى الناس والبيئة المحيطة وضعف إدارة الجهات المسؤولة عن هذا القطاع.
ورأى العشي أن عدم الاعتماد على التراث والانجراف وراء ما تنتجه الآلة أفضى إلى فقدان المدن طابعها وهويتها واستمراريتها الحضارية وطغيان ما يسمى العمارة الدولية مؤكداً أن نجاح عملية إعادة الإعمار مرتبط بإنقاذ ودراسة إرثنا التاريخي العريق لأنه نبع لا ينضب ومن الضروري العودة والاستعانة بالهندسة المعمارية في تراثنا وأن نأخذ منه ما لا يزال صالحاً.
حنان سويد-رشا محرز