“كيف فيني ساعد” مبادرة شبابية لنشر الأفكار البناءة

دمشق-سانا

مبادرة جديدة من نوعها يقوم بها فريق شبابي يعمل تطوعيا تحت عنوان “كيف فيني ساعد” حيث يضطلع الفريق بنشر المفاهيم الإيجابية في أوساط الشباب السوري لصوغ ثقافة راسخة حول مفاهيم المساعدة والعمل التكاملي والروح التشاركية مع التركيز على سبل تحويل هذه المفاهيم إلى حيز التطبيق وفق قواعد وأصول تتجاوز الحماسة والعمل العفوي والجهد غير المنظم.

ويمكن اعتبار العمل الذي يقوم به هذا الفريق بمثابة منهج يؤسس لتعامل بناء وجاد بين مختلف أطراف المبادرات والحملات التي تجري على الأرض بحيث يصار إلى تحقيق أعلى فائدة مرجوة ضمن مناخ يحفز الهمم ويعمق الروح التشاركية والمساعي التطوعية للشباب السوري الفاعل على أرض الميدان.

وحول المبادرة وأهدافها قالت سوزان الرز أحد أعضاء الفريق لنشرة سانا الشبابية “إن القائمين على هذا العمل هم فريق الكتروني يضم مجموعة من الشباب الساعي لنشر الوعي بأهمية العمل التطوعي عبر بث رسائل توعوية وتثقيفية حول مفهوم المساعدة توسيعا لمدارك المتلقي من مختلف الشرائح الاجتماعية والعمرية والذي يعمل الفريق للوصول إليه في إطار بناء يقوم على الحوار والمشاعر الوطنية المخلصة”.

وقالت.. الوطن اليوم يحتاج الجميع ومهما بدا العمل المقدم ضئيلا إلا أن من شأنه أن يؤسس لما هو أبرز وأكثر اتساعا ولذلك ليس من دور صغير في هذا المجال إنما هناك أدوار تكمل بعضها البعض فنحن اليوم بحاجة لكل جهد ممكن لنتجاوز المحنة الحالية ونبدأ بإعمار بلدنا ومن هنا يأتي سعينا للحث على العمل التطوعي وعرض طرق العون التي يمكن لأي فرد أن يبادر بها.

كذلك فإن الفريق يسعى إلى نشر الأعمال والمبادرات التطوعية التي تقوم بها الفرق المختلفة على الأرض بهدف تعزيز رسالة الفريق ومساعدة الآخر على فهم ماهية المساعدة ومبادئها وسبلها فالمساعدة من وجهة نظر الرز هي فن له أصوله وليس من الجيد أن تجري اعتباطا لذلك كان لزاما على الفريق أن يوضح بعض المفاهيم الفرعية المتصلة بالمفهوم الشامل للمساعدة.

وأضافت .. “لا يكفي أن نشعر بأن أحدا يحتاج عونا ما فنسارع إلى تقديمه له إذ لا بد من تحديد كيفية تقديم المساعدة وشخصية الطرف المستهدف بهذا العمل بما فيه ظروفه الخاصة وطباعه الشخصية التي تحدد أسلوب التعامل معه إذ لا بد من أن يحقق هذا العمل أهدافه المرجوة دون أن يشعر الفريق الآخر بعجزه وقلة حيلته وهذا بحد ذاته يتطلب ثقافة واسعة وخبرة تخفف عن الآخرين الشعور بالخجل نتيجة المطالبة به”.

وأشارت الرز إلى أن ظروف الحياة والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تخضع لها شريحة من شرائح المجتمع قد تفرض طرقا جديدة ونوعية لتقديم المساعدة أما الأهم في هذا العمل فهو تكريس مفهوم العطاء بلا مقابل كقيمة عليا من منظومة العمل المجتمعي.

وذكرت أن التنمية المجتمعية في أي من مجالات العمل والحياة تحتاج بالضرورة لتجسيد هذه المفاهيم والنهوض بقيم الإيثار والتطوع وتقديم الدعم النفسي والمادي لمن يحتاجه والتكامل ومؤازرة الآخر وسواها من القيم والسلوكيات التي تساعد على خلق ثقافة إيجابية تشكل أساسا صلبا لتعزيز الصلات بين أفراد المجتمع الواحد وتنمية الأفراد وشحذ هممهم في مواجهة التحديات الكبرى التي قد تصادف الفرد أو المجتمع برمته.

وأكدت أنه انطلاقا من هذه القواعد والمفاهيم يمكن إبراز الصورة الحضارية المضيئة للمجتمع والتعامل مع الواقع بإيجابية مهما بدا الظرف حالكا وصعبا شرط أن ينطلق كل فرد من موقعه إلى تقديم العون ومساعدة الآخر دون النظر إلى ما يمكن أن يحققه من فعل كهذا أو من فائدة مادية ما قد تعود عليه جراء ما بذله في هذا الجانب.

لمى الخليل