شباب اللاذقية يكتبون أمانيهم للعام الجديد على رسائل ملونة

اللاذقية-سانا

أمنيات وأحلام مكتوبة على أوراق ملونة حملت وجدانيات ومشاعر أصحابها الصادقة من شباب و يافعين أتوا من مختلف أنحاء اللاذقية ليشاركوا في نشاط اجتماعي لافت اطلقه فريق “قطرات ملونة” التطوعي للسنة الثانية على التوالي بالتزامن مع نهاية العام الحالي استعدادا لاستقبال سنة جديدة يتطلع شباب اللاذقية من خلالها إلى أيام أكثر أمنا ويمنا.1

واختار الفريق إقامة النشاط ضمن الحديقة الواقعة في منتصف دوار هارون وسط المدينة و هو المكان نفسه الذي احتضن النشاط في العام الماضي حيث حملت الشجرة الضخمة الواقعة على طرف الحديقة الزينة الملونة والفوانيس المضيئة إضافة إلى بالونات زاهية قام أعضاء الفريق بنثرها على الأغصان مستخدمين حبالا تربط ما بين الشجرة والأرض ليعلق عليها المشاركون أمنياتهم للعام الجديد حيث أكد لؤي سليمة عضو اللجنة الإعلامية في المجموعة أن تكرار الفكرة للمرة الثانية جاء نتيجة نجاح تجربتها الأولى وتلبية لمطلب عدد كبير من الشباب الذي لم يتمكن آنذاك من فرصة المشاركة وكتابة أمنياته.

وقال.. قمنا بوضع الرسائل المكتوبة في السنة الماضية ضمن مجلد خاص ليطلع المشاركون على ما دونوه ومعرفة ما تحقق فعلا من الأماني إذ أن كثرا ممن شاركوا العام الماضي أتوا ليسجلوا أمنياتهم للسنة الجديدة فالفكرة بالنسبة لنا هي شكل من أشكال التفاعل المباشر مع الجمهور ليتقرب الشباب واليافعون من بعضهم البعض على نحو أكبر متمنيا أن يتكرر هذا النشاط سنويا ليصبح طقسا اجتماعيا مرتبطا بنهاية العام يسهم في خلق حالة اجتماعية إيجابية تحقق هدفا من أهداف الفريق التي يسعى لأجلها.3

وقد سبق إطلاق النشاط ورشة عمل استمرت لمدة ثلاثة أيام لتجهيز الزينة اللازمة للشجرة و التي اعتمدت على أوراق مستعملة وقداحات صغيرة مضيئة تم تدعيمها بلمبات ملونة مع الاستعانة بعلب معدنية تم تزيينها بأسلوب فني ووضع شمعة صغيرة داخل كل منها بهدف إضاءة الشجرة والمكان المحيط بها حيث أوضح سليمة أنه تم التوجه لمتابعي صفحة فريق قطرات ملونة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك ليساعدوا الأعضاء في إحضار ما يلزم من مواد أولية متوافرة لديهم للتزيين وكان التفاعل لافتا منذ نشر الإعلان كما تم تشكيل شعار الفريق بواسطة الحجارة الملونة على الأرض مع الكثير من التفاصيل الصغيرة التي زادت من روعة الفعالية وأعطتها المزيد من الحيوية.

ولفت إلى أن كثيرا من السوريين المقيمين خارج البلد أبدوا رغبتهم بالمشاركة فأتاح لهم الفريق هذه الفرصة من خلال تدوين أمانيهم عبر رسائل تبعث إلى صفحة الفعالية على الفيسبوك حيث قام الأعضاء بدورهم بتعليقها وتصويرها لهم.

من جهتها قالت نيروز حيدر المشرفة على المشروع أن الفريق يقوم بعملية تقييم شاملة لأي نشاط أو فعالية يقوم بها لتدارك الأخطاء الحاصلة أثناء التنفيذ والوصول لنتيجة مرضية بشكل أكبر في حال تكرار التجربة وهذا ما حصل مع نشاط رسائل ملونة حيث تم تلافي ملاحظات الناس حول ضخامة الشجرة و قلة زينتها فالهدف من النشاط حسب تعبيرها ليس الزينة المبهرة اوالمكلفة بقدر ما هو استقطاب الشباب للاجتماع قرب شجرة الأمنيات.

ورأت نيروز إن “رسائل هذا العام اختلفت عن رسائل العام الماضي بخلوها بشكل ملحوظ من روح الدعابة التي كانت طاغية وقتذاك واقتصار الأمنيات على عودة الأمن والسلام لسورية والرغبة برؤية الأصحاب والأهل مرة أخرى إضافة إلى تسجيل أمنيات خاصة حول الزواج والحب”.4

وتقول.. يمكن للمشاركين كتابة ما يحلو لهم على الأوراق الملونة و التي تأخذ شكل قطرات صغيرة تعكس شعار الفريق فالبعض كتب أغنية أو بيتا شعريا أو شيئا آخرا يحبه و نحن بدورنا عملنا على إعداد الشجرة باستخدام مكونات بسيطة يستعملها الناس في حياتهم اليومية وخاصة فيما يتعلق بأدوات الإضاءة حيث استخدمنا الشموع والألواح المضيئة والبالونات المنارة.

من جهتها لفتت جيهان بركات إلى أنها رغبت بالمشاركة في نشاط الرسائل الملونة نتيجة السمعة الطيبة التي سجلتها التجربة في المرة الأولى ولاسيما في هذه الظروف التي يحتاج فيها الناس كل ما من شأنه نشر الحب والسعادة بينهم فأصرت على القدوم وتسجيل أمنيتها بعودة الأمن والسلام لسورية وأن يسود النقاء و المحبة قلوب السوريين جميعا.
أما حنين داؤد فقالت أنها أتت ليومين متتاليين لتكتب الأماني الخاصة بها وبأصدقائها وتعليقها على شجرة الأمنيات لافتة إلى أن المشاركة في هكذا أنشطة يدعم مبادرات فريق “قطرات ملونة” الذي يعمل لإسعاد الناس بشكل تطوعي دون مقابل كما أن نشر التفاؤل والفرح بين الكبار والصغار أمر مميز ويحتاجه الجميع دون استثناء.

ياسمين كروم

انظر ايضاً

“رسائل ملونة” في عامها الثالث… أمنيات بعودة الأمن والاستقرار إلى سورية

اللاذقية – سانا للسنة الثالثة على التوالي ومع نهاية عام 2015 أطلق فريق قطرات ملونة …