الشريط الإخباري

بمناسبة عيد الشجرة.. خطة عمل وطنية لإدارة الغابات وحمايتها

دمشق-سانا

تحتفل سورية بعيد الشجرة الثالث والستين من خلال تنفيذ عدد من حملات التشجير ضمن خطة مكثفة تستهدف المناطق والمواقع المتضررة من الحرائق والتعديات والتخريب على يد الإرهاب الذي آتى بحقده على آلاف الهكتارات من الغطاء الحراجي.

وتعود فكرة الاحتفال بعيد الشجرة إلى العام 1872 بعد الاقتراح الذي قدمه الصحفي جولياس ستيرلينج مورتون في اجتماع مجلس زراعة ولاية نابراسكا الأميركية في 4 كانون الثاني من العام نفسه ومن ثم احتفل بيوم الأشجار في العاشر من نيسان في تلك السنة.

ودرجت العادة منذ ذلك اليوم للاحتفال بعيد الشجرة لتشجيع الناس على زراعتها والاعتناء بها واعتبر يوم الشجرة العالمي يوما يحتفل فيه بزراعة وحماية الغطاء النباتي في أغلب دول العالم بهدف زيادة رقعة المساحات الخضراء وترميم الغابات الطبيعية بزرع غابات اصطناعية مع إعطاء المزيد من الاهتمام بالأشجار المزروعة وحمايتها وترميم المساحات المزروعة وزرع مساحات خضراء جديدة بالإضافة إلى حماية الغابات الطبيعية من التعديات.

وتعد الغابات من المصانع الطبيعية الضخمة التي تقوم بواسطة عملية البناء الضوئي بتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كيماوية عن طريق امتصاص غاز سي او 2 وإطلاق غاز او 2 و لا أحد يجهل أهمية الأوكسجين للإنسان و الحيوان و هذا ما يفسر لنا مدى ارتباط الحياة الإنسانية بوجود الغابات الطبيعية و بسلامتها.

وإضافة لتأثيرها الواضح في المناخ تعمل الغابات على تكوين التربة و المحافظة عليها و على خصوبتها لأن الأشجار تحمي التربة من أشعة الشمس ما يجعلها تحافظ على الدبال و تخفف من حدة سقوط الأمطار و بالتالي تمنع انجراف التربة كما أن جذور الأشجار تساهم في تثبيت التربة و تجعلها أكثر مقاومة للانجراف المطري أو الريحي.

و تخفف الغابة من الانسيال السطحي لمياه الأمطار إلى حد كبير و هي بهذه الخاصة تتصدى للسيول و الفيضانات و تؤمن انتظام تدفق مياه الينابيع و الأنهار و تسهل تسرب المياه داخل التربة ومنها لتغذية المياه الجوفية فهي تقوم بدور المنظم للمياه.

كما تلعب الغابة دور مصفاة طبيعية للغبار و الدخان و غيرها من ملوثات الجو وتساهم جزئيا في تنقية الجو إذ إن غابة من الأشجار ذات الأوراق العريضة في منطقة معتدلة يمكن أن توقف سنويا بحدود 80 طنا من الغبار في الهكتار كما تعد غابة من الصنوبريات 30 طنا نظاما بيئيا صحيا جدا للإنسان.

والتشجير وسيلة ناجحة ودائمة لتثبيت الكثبان الرملية حيث يعمل على تخفيف أثر الرياح على الكثبان كما تعمل جذور الأشجار على ربط وتدعيم الرمال.

وفي هذا السياق يلعب التشجير دوراً كبيراً في الحفاظ على اتزان المنظومة الأيكولوجية للصحراء ويتم اختيارها على أساس مقاومتها للظروف البيئية والمناخية كالجفاف ومقاومتها للرياح و الحماية من آثار العواصف الرملية وتكيفها فسلجياً ومورفولوجياً وايكولوجياً مع البيئة وذلك باستغلال أصناف النباتات الصحراوية كالنباتات الهاربة من الجفاف.

ولأهمية الشجرة في سورية وضعت وزارة الزراعة خطة عمل وطنية لإدارة الغابات وتوسعت بزراعتها وعملت على حمايتها وشكلت لجانا وفرقا للعناية بها واتخذت جملة من الإجراءات للوقاية من الحريق تمثلت بتنفيذ أعمال تربية وتنمية الغابات وفتح الطرقات وترميمها لتكون صالحة أثناء التدخل لإخماد الحرائق وقسمت الغابات إلى مقاسم وقطاعات لسهولة السيطرة عليها وإدارتها بشكل أفضل ‏وكثفت التوعية والإرشاد لكل فئات المجتمع باستخدام كل الوسائل المقروءة والمرئية والسمعية واللقاءات والندوات وعلى مدار العام.‏

وقامت الوزارة ببناء العديد من أبراج المراقبة ويبلغ عددها 104 أبراج في كل المحافظات وذلك للإبلاغ عن الاعتداءات و الحرائق ‏و العديد من مراكز الحماية المتخصصة بإطفاء الحرائق والتي وصل عددها الى19 مركزاً وهي موزعة في جميع المحافظات.‏

كما شكلت فرقا مؤقتة خلال فترة الحرائق الممتدة من شهر أيار وحتى نهاية العام تقريباً ويتم نشر هذه الفرق في المناطق الحراجية وتكون بمثابة دعم للفرق الدائمة والعاملة في مراكز حماية الغابات وقامت بزيادة عدد الصهاريج والإطفاء والتدخل السريع وتوسعت بالشبكة اللاسلكية لتغطي جميع المواقع الحراجية‏ وجهزت فرق مكافحة الحرائق بمسلتزمات العمل وجهزت 5 حوامات تستخدم في مكافحة الحرائق بالتنسيق مع وزارة الدفاع وهي بالاستثمار منذ عام 2006‏و خصصت الرقم 188 للطوارئ للإعلام عن الحرائق عند حدوثها وأقامت غرف العمليات للمناوبة على مدار الساعة إضافة إلى تجهيز نقاط مياه في المحافظات لحرائق الغابات وإسقاطها على خرائط ورقية بالإضافة إلى إيجاد فوهات مياه لمصلحة الحراج بالاتفاق مع مؤسسات المياه في المحافظات.‏

يذكر أن المساحة الحراجية تغطي 507 آلاف هكتار وبنسبة 8ر2بالمئة من المساحة الكلية لسورية وتسعى الوزارة إلى توسيع المساحة الحراجية عبر تأهيل المساحات المتدهورة وتنفيذ التحريج الاصطناعي ومنع التعدي على هذه الثروة الطبيعية المهمة لحماية التوازن الطبيعي والمردود البيئي والاقتصادي.‏

انظر ايضاً

بمناسبة عيد الشجرة… احتفال مركزي بريف القرداحة مع إطلاق حملات التشجير الوطنية

اللاذقية-سانا بمناسبة الذكرى الـ 72 لعيد الشجرة وتحت عنوان “غاباتنا أمانة.. فلنحافظ عليها” أقيم في …