اللاذقية-سانا
كان التراث والفلكلور الفلسطيني بكل تفاصيله حاضرا في العرض المسرحي الراقص الذي قدمته فرقة نداء الأرض الفلسطينية عبر لوحات متنوعة قدمتها مجموعة من الشباب والشابات الفلسطينيين والسوريين بتناغم واضح على خشبة دار الأسد للثقافة في اللاذقية ضمن فعاليات مهرجان الميلاد السوري الذي يستضيف عددا من الفرق المسرحية الراقصة.
ولم تقتصر اللوحات الأربع المقدمة من قبل الفرقة على الرقص وحسب بل أضيفت لها فقرة خامسة مدتها ربع ساعة تجسد العرس الفلسطيني التراثي الذي ما زال محافظا على حضوره حتى الآن كما سجلت آلة الأرغول الفلسطينية أثرا متميزا في العرض وهي عبارة عن آلة تشبه الناي كانت محورا للوحة كاملة قدمها الراقصون على الخشبة.
وتقول هناء الوزير مديرة فرقة نداء الأرض الفلسطينية في حديثها لنشرة سانا الثقافية .. نحن فرقة شعبية تأسست عام 2004 في دمشق واتخذنا من مخيم اليرموك مركزا لنا كونه أكبر تجمع للفلسطينيين في سورية لكنه انتقل فيما بعد إلى المزة وتابعت الفرقة تدريباتها في المركز الثقافي في الميدان بعد انقطاع نتيجة الظروف.
وأضافت إن مشاركة الفرقة بمهرجان الميلاد السوري جاءت لتوجيه رسالة سلام تؤكد على محبتنا لهذا البلد الأصيل وتمسكنا بتراثنا وحفاظنا عليه فالشعب السوري وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في محنته ومن واجبنا إعادة البسمة ونشر الفرح في نفوس إخوتنا السوريين في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا.
من جهتها تحدثت منيرة موالي منسقة العلاقات في الفرقة عن التدريبات والتحضيرات التي اتخذتها الفرقة لتظهر على المسرح بالشكل اللائق لافتة إلى ان تنوع الأعمار ووجود الشباب إلى جانب المخضرمين أضاف للوحات لمسة متميزة زادت من حيويتها.
وتتابع .. يقدم اللوحات 24 راقصا وراقصة من الجيل الجديد فنحن نعمد بشكل دائم على استقطاب المواهب الجديدة التي تخضع لتدريبات معينة لتصبح بعدها عضوا فعالا بالفرقة في حال اجتيازها للتدريبات اللازمة كما نعمل على اغتنام أي فرصة لعرض لوحاتنا التي تركز على الأغاني التراثية والوطنية التي تتغنى بحب الأرض وحق العودة لها مؤكدة ان الفرقة قررت البقاء لمتابعة عملها في سورية رغم كل الظروف ورفضت الخروج منها للاستقرار في الخارج.
وتتبع فرقة نداء الأرض لمركز تراث فلسطين “نادي فتيات فلسطين” الذي يشغل عددا من السيدات الفلسطينيات بالتطريز الفلسطيني المعروف حول العالم حيث يتم بيع منتوجاتهن عبر معارض أو ضمن صالة العرض التابعة للنادي حيث تبين موالي ان الفرقة والمشغولات تساهم بترسيخ التراث الفلسطيني في وجدان الأجيال الحالية.
من جهته أشار الراقص معتصم شحادة إلى انه يسجل صعوده الأول على خشبة المسرح في هذا العرض مؤكدا ان الحفاظ على الهوية الفلسطينية من خلال عدد من اللوحات الفنية هو فرصة للشباب الفلسطيني لتفريغ شحناته بشكل إيجابي لأن تمثيل بلدهم فنيا هو نوع من الصمود الذي يعتبر شعار الشعب الفلسطيني والتدريبات مع الفريق ساعدته على كسر حاجز الرهبة والخوف الذي يعد العقبة الأولى لأي راقص مبتدئ قبل مواجهة الجمهور.
بدورها لفتت الراقصة هدية حسن إلى ان تفاعل جمهور اللاذقية مع لوحات العمل والتراث الفلسطيني هو دليل على تلاحم الشعبين وتشابه العديد من أوجه الحياة بينهما من غناء ورقص فتلك العروض على حد تعبيرها هي السلاح الوحيد للحفاظ على الهوية الفلسطينية الغنية بالتراث والفلكلور والموسيقا والأغاني والأزياء
الشعبية.
يذكر ان فرقة نداء الأرض الفلسطينية قدمت عددا من الأعمال المسرحية المنوعة منذ تأسيسها للحفاظ على الموروث الشعبي الفلسطيني حيث مثلت الفرقة دولة فلسطين في الكثير من المهرجانات داخل سورية وفي عدة دول عربية وحازت العديد من الدروع والجوائز إضافة الى التفاعل الشعبي الكبير.
ياسمين كروم