دمشق-سانا
فن تصميم الأزياء روح الصناعة النسيجية والعالم الساحر الذي شرع أبوابه للأشخاص المولعين بالتفاصيل والألوان ولأولئك الذين يجدون شغفهم في الابتكار ليحولوا فكرة رسمت على الورق إلى زي يمنحه الجسد الحيوية والحياة.
وفي سورية أسس مصممو الأزياء جمعية خاصة بهم هدفها تطوير الصناعة النسيجية وخلق المزيد من فرص العمل عبر تدريب وتأهيل الموهوبين الذين يطمحون لدخول عالم الأزياء وخاصة أن شركات صناعة الملابس تسعى إلى توظيف مصممين تمكنهم من المنافسة في السوق من خلال ابتكار التصاميم وفق الدكتور ماهر مهاجر رئيس قسم التطوير والتحديث في الجمعية السورية لتصميم الأزياء.
مهاجر وفي تصريح لـ سانا أكد أن سورية لها باع طويل في تصميم وصناعة الملابس بكل أشكالها وحضور مميز عربياً وعالمياً وذلك يعود لجودة وجمال الأزياء التي تقدمها إلا أن تصديرها تضرر بفعل الحصار الجائر عليها.
الجمعية التي تأسست في العام 2006 عملت على إقامة دورات لتطوير الطاقات الإبداعية لأشخاص ليس لديهم الخبرة لكن لديهم الذوق الفني أو لمصممين محترفين يريدون تطوير مواهبهم حيث تركز الدورات وفق مهاجر على كل ما يتعلق بالألبسة من صناعة القالب وقصه وخياطته وكذلك الدورات المتقدمة في التصميم على الحاسب الذي اختصر العديد من المراحل التقليدية للعمل كذلك دورات خاصة لإدارات الشركات التي ترغب بالخوض في عالم التصميم لتتمكن من تحقيق معادلة الجودة العالية والتكلفة المنخفضة.
ومن قاعة التصميم وهي المكان المخصص لتطوير مواهب الطلاب وبداخلها تتناثر الرسومات على الجدران وحول الطاولة الدائرية تتشابك أفكار المتدربين وتبدأ رحلة الإبداع لديهم في البحث عن تصاميم ليقدموها لمدربتهم مي نشواتي التي أخبرتنا أن مهمتها تدريس التصميم بكل مراحله سواء ما يتعلق بالملكان المختص بتقطيعات جسد المرأة إلى مرحلة الرسم بقلم الرصاص والتظليل إضافة إلى تعليم كيفية استخراج القطعة وفقاً للخامة النسيجية المناسبة كالجلد والفرو والجوخ والساتان والحرير والشيفون.
نشواتي أشارت إلى أن مراحل التصميم تبدأ من عملية التظليل بقلم الرصاص التي يتبعها التلوين المائي ومن ثم التلوين باستخدام العصارات لدمج الألوان واستخراج درجات لونية مميزة وكذلك تتضمن مرحلة إنتاج المشاريع واستلهام التصاميم من الطبيعة لافتة إلى أن أحد شروط الرسومات الورقية هو إمكانية تنفيذها على القماش ونقلها إلى المراحل الأخرى في قسم الباترون والخياطة والتطبيق على الملكانات والتنفيذ من خلال البرامج الحاسوبية.
بعد استلهام الفكرة ونضوجها ورسمها على الورق تبدأ مهمة المدرب باسم بيطار في تعليم الطلاب كيفية تنفيذ قوالب التصميم الورقية على القماش من خلال تصميم الموديل وسحب قالبه وقصه وخياطته.. هذه المهمة وفق بيطار علاوة على كونها تؤهل أشخاصاً يسهمون في تطوير صناعة الألبسة فإنها تعتبر أمتع المراحل لأن الطالب يحصل في نهايتها على الزي الذي رسمه بداية في ذهنه.
الطالبة مرام موسي التي تمتلك موهبة الرسم وجدت في الجمعية المكان الذي ستحقق من خلاله حلمها بالعمل في مجال تصميم فساتين الأعراس والسهرات وامتلاك ورشتها الخاصة حيث أشارت إلى أن هذه المهنة تتطلب الكثير من الخبرة لوجود مجموعة من الأمور التي يجب أن يتعلمها المصمم والمرتبطة مثلاً بلون البشرة وشكل الجسد ونوع المناسبة.
وخرجت الجمعية طلاباً استطاعوا تأسيس مشاريعهم الخاصة كمصمم الأزياء عبد الرحمن حيدري الذي صقل موهبته من خلال دراسته في كلية الفنون الجميلة والتدريب العملي في الجمعية وأكمل رحلته في عالم الأزياء بعد تخرجه في الجامعة حيث استمر في اتباع دورات التصميم إلى أن افتتح مشروعه الخاص.
وفي النهاية تصميم الأزياء ليس مجرد فن أو مهنة فهو ثقافة تعكس الشخصية الإنسانية ورؤيتها وفلسفتها في الحياة كما تعبر عن روح المجتمعات وثقافاتها وتؤرخ الماضي والحاضر.
طارق السيد ومحاسن عوض