بيروت-سانا
أكد الكاتب اللبناني المختص بالشؤون التركية محمد نور الدين أن الفساد والممارسات الاستبدادية التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته وخصوصا ضد الصحفيين ووسائل الاعلام المعارضة يشير إلى أن نظام حزب العدالة والتنمية بات تهديدا “للسلم والاستقرار” في تركيا نفسها كما أن تركيا في ظل أردوغان أصبحت تهديدا للاستقرار والسلم في المنطقة وكل دول الجوار الإقليمية.
وقال الكاتب في مقال له بصحيفة السفير اللبنانية نشر اليوم إن العملية البوليسية التي حصلت الأحد الماضي وطالت أكثر من 31 شخصا معظمهم من الصحفيين ومعدي البرامج والمسلسلات تعتبر آخر فصل وليس الفصل الأخير من حرب سلطة حزب العدالة والتنمية على خصومها.
ورأى الكاتب أنه يمكن وضع عملية اعتقال الصحفيين الأخيرة في إطار المحاولات المستمرة للتغطية على فضيحة الفساد التي عكست تورط أربعة وزراء من حكومة أردوغان ومن ثم ظهور شريط يدل على تورط ابنه بلال أيضا فضلا عن غيرهم وهي الفضيحة التي هزت صورة اردوغان بعدما هزتها انتفاضة ميدان تقسيم.
وأوضح الكاتب أن هاتين الحادثتين أصابتا مقتلا من صورة النموذج الذي كانت تروج له منظومة حزب العدالة والتنمية وعندما يكون الفساد والاستبداد سمتي النظام الحاكم وزعيمه فلن يبقى منه شيء لافتا إلى أن أردوغان أدرك ذلك وبدلا من مراجعة السياسات المتبعة كما يفعل عادة زعماء الدول الديمقراطية لجأ الى المزيد من سياسة الهروب إلى الأمام والانتقام.
وأضاف الكاتب أن حملة الاعتقالات هذه تدخل في إطار تعزيز نظام الاستبداد الذي بدأ يتشكل منذ سنوات في تركيا وتعاظم شأنه منذ سنتين ويبلغ الآن ذروته حيث يمضي أردوغان إلى المزيد من تحويل تركيا إلى دولة “بوليسية قمعية” خارج أي نظم تحمي الحقوق الأساسية الفردية والجماعية وكما جاء هتلر بعملية انتخابية وانتهى إلى تأسيس أكبر نظام استبدادي وعنصري في العالم فإن أردوغان يأخذ بتركيا لتكون دولة نموذجا في الدكتاتورية.
واعتبر الكاتب أن دعوة اردوغان الاتحاد الأوروبي الى عدم التدخل في الشأن التركي الداخلي تعبر عن موقفه الحقيقي فهو في الأساس لا يريد الانضمام لا إلى الاتحاد الأوروبي ولا إلى منظمة شنغهاي ولا أن يكون جزءا من أي تكتل إقليمي أو دولي لأن مشروع أردوغان الأساسي الذي لا يزال يحلم به هو /العثمانية الجديدة/ وهذا بالضبط مكمن الخطر على أنقرة وعلى جيرانها من تركيا نفسها.
وأكد الكاتب أن هذا المشهد التركي في ظل ممارسات أردوغان التي باتت تشكل تهديدا للسلم والاستقرار في تركيا وعلى دول الجوار يوجب تصعيد القوى الديمقراطية والعلمانية في تركيا والمنطقة من نضالها لصد خطر /الهواء الأصفر/ الجديد المتمثل بهذا النظام الذي يريد أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم تكريسه والذي إن لم يستأصل سيحرق تركيا وما حولها.