الشريط الإخباري

واقع الثقافة في حمص في ظل الأزمة

حمص-سانا

شكلت الأزمة التي مرت بها مدينة حمص على مدى ثلاثة أعوام متتالية صدمة قوية بالنسبة للمثقفين في هذه المدينة التي ما بخلت يوماً بالتعبير عن الواقع بكل ما اعتراه من مآس وكبوات أحياناً وانتصارات أحايين كثيرة سطرها الوطنيون وفي مقدمتهم أبطال الجيش العربي السوري في كل ميدان.

لماذا أخذت الثقافة غفوة في مدينة حمص خلال تلك السنوات الثلاث.. سؤال كان له إجابات متعددة عند مثقفي حمص الذين أجمعوا على أن مدينة ابن الوليد لم تكن غافلة عما يجري لكنها كانت على أمل بأن ماجرى كان كابوساً وأن اليقظة تبشر بغد أجمل وواقع أفضل لمدينة عرفت التعايش السلمي والألفة والمحبة بين جميع مكوناتها.

ورأت لينا حمدان عضو اتحاد الكتاب العرب أن ما شهدته حمص خلال الأزمة كان أكبر من استيعاب المثقفين وخاصة خلال السنة الأولى فالمثقفون من أدباء وشعراء وفنانين كغيرهم من أبناء الشعب تحسسوا مخاطر الأزمة ولكنهم في البداية لم يستطيعوا التعبير عنها وكان همهم الأول توفير الحماية الذاتية لأسرهم ولأنفسهم.

وأضافت.. إن الأدب بعد ثلاث سنوات من الأزمة لم يرق بعد إلى مستوى التعبير والانسجام مع الحالة التي مرت بها حمص ولهذا كان الأدب ومازال مقصراً تجاهها.

من جهته اعتبر الناقد والكاتب حنا عبود أن الثقافة تعطلت في حمص خلال الأزمة لعدم وجود ثقافة حوار لدى الأخر فاللغة السائدة لديه كانت لغة الرصاص والقتل بدلاً من لغة التفاهم والتسامح.

من جانبه رأى الدكتور عصام كوسا المدرس في كلية الآداب بجامعة البعث أن الثقافة خلال الأزمة لم تكن هماً مجتمعياً تجاه الهموم الأخرى حيث كان هم المواطن أولاً تأمين رغيف الخبز والشعور بالأمان وتوفير الحماية الذاتية إضافة إلى أمور أخرى دفعت الثقافة إلى أخذ قسط من الركود.

وأوضح معن الإبراهيم مدير ثقافة حمص أن الدمار الذي لحق بكثير من المراكز الثقافية في المحافظة أثر بشكل كبير على الحركة الثقافية فيها حيث عملت العصابات الإرهابية على تعطيل الحركة الفكرية والثقافية في بعض المناطق ما دفع بالمثقفين إلى الابتعاد عن الحياة الثقافية.

بدوره بين كل من الشعراء عيسى القاسم وفايد إبراهيم أن الأحداث التي مرت بها حمص على مدى ثلاثة أعوام دفعت أبناء المجتمع إلى العزوف عن حضور الكثير من النشاطات الثقافية في المحافظة وخاصة تلك المسائية ما عطل الحركة الثقافية فيها وجعل المراكز الثقافية في كبوة لم تشهدها من قبل.

واعتبر الفنان التشكيلي أحمد الصوفي أن الفنان لم يقف مكتوف اليدين تجاه مايجري في حمص وإنما راح يرسم ويبدع في صمت معبراً عما يشعر به وهو أتى أكله خلال السنة الرابعة من الأزمة حيث بدأت الغيوم تزول وينقشع الضباب ليظهر الفنان أعماله علناً ويقول للعالم هذا أنا ابن حمص لم ولن اتجرد يوماً عن هويتي الوطنية.

في المقابل رأت وفاء منصور مديرة المركز الثقافي ببلدة القبو أن الحركة الثقافية خلال الأزمة أخذت منحى آخر ففي حين انكفأ الأدباء عن إظهار كتاباتهم وأعمالهم اتجه العمل إلى الاهتمام بثقافة الأطفال وهو ما شهدته العديد من المراكز الثقافية التي أقامت نوادي صيفية ودورات متنوعة للقراءة والشطرنج والرسم لتنمية ثقافة الطفل وموهبته وتلهيته عما يشغل فكره من وقع الأحداث التي أثرت بشكل أو بآخر عليه وعلى أسرته.

حنان سويد وأحمد نصار

انظر ايضاً

القائد الشرع يلتقي الدكتور فيصل القاسم في دمشق

دمشق-سانا التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع مع الدكتور فيصل القاسم بقصر الشعب في …