بين خبر هنا أو هناك… تهتز دوائر الإعلام والاستطلاع لتضفي على ما تناثر نتائج لا يحتملها… بالتأكيد كل تطور ميداني هو حدث ليس بلا نتائج… لكن السؤال… ما الذي يمكن أن يبنيه الذين يكررون يومياً أن لا حل عسكرياً للحرب في سورية بناء على تغيير محدود هنا أو هناك؟
المحللون الذين تجعلهم فوضى الحرب في سورية يجهدون الروح لإخراج تحليلات بائسة، بعضهم ينفي أن يكون للحدث أي تأثير! هؤلاء طبعاً يرفعون معنويات الشعب السوري. وبعضهم يقرأ في الحدث انتصاراً يقلب المعطيات المتراكمة حول المعركة ومقدرة الجيش العربي السوري! هؤلاء يرفعون معنويات الإرهابيين الذين يصفونهم بالمسلحين أو المعارضة المسلحة وقوامهم من النصرة الموضوعة على لوائح الإرهاب عندهم!!. وآخرون يربطون الحدث بما يجري على ساحة العمل السياسي والحلول السلمية.
متاهة حقيقية تفرضها متاهة الذين أعلنوا الحرب على سورية بعيداً عن أهداف كاذبة تحدثوا عنها؟!.
للحرب التي في سورية اليوم أوصاف كثيرة أجملها مخزٍ. فهي حرب الدمار والخراب والقتل والذبح وانعدام الأمل في رؤية نهاية ممكنة لها….
هناك أوصاف كثيرة لها. ليس لا شرعية الحرب أهم ما يميزها، فالحروب عموماً تفتقد الشرعية! ولو لم يكن هناك حروب استعمارية لا شرعية..لم تكن لتوجد حروب تحرير مشروعة.
هي حرب الارتباك الدولي وفوضى التصورات والتوجهات.
الغرب الاستعماري ولاسيما الولايات المتحدة لديه صدمة من تصورات الأدوات والحلفاء للحرب وسببها وأهدافها وتطوراتها… أكثر من ذلك…مرتبك حتى في التعرف على الأدوات والقوى المتورطة فيها ومقدرتها على الاستمرار بأي اتجاه كان!!؟؟
تقول الولايات المتحدة : أنها تقود تحالفاً لمكافحة الإرهاب ومحاربته في سورية والعراق… ثم تخجل من النتائج التي تحققها فتعلن من أكثر من مصدر أنه لا بد من المواجهة بقوات برية لم ترسلها هي… وأيضاً لن يرسلها حلفاؤها – هؤلاء يقاتلون بالمال والأعلام وفقط – ولا تقبل التنسيق مع المقاتل الوحيد الجدي برياً وجوياً وحتى بحرياً والذي هو سورية!!!
أدهى من ذلك فالولايات المتحدة لا تصدق هي نفسها الكذبة التي اخترعتها من حيث تجميع قوة مسلحة تدربها هي تحت اسم «المعارضة المعتدلة» تكلفها بمقاتلة «النظام السوري» والإرهاب معاً… أين ستجد هذه المعارضة المعتدلة؟!! بل إن أدواتها ترفض التعامل مع المعارضة المعتدلة داخل سورية هذا ناهيك عن التقدير الحقيقي لإمكانات الحشد الذي تستطيعه هذه المعارضات. حتى الآن القضية في طور البحث عمن يدربونه! فأي حرب تلك التي يشنونها على الإرهاب؟!
القوى المتقاتلة في سورية كثيرة جداً… هناك داعش والنصرة وهناك غير داعش وغير النصرة وكله إرهاب لا يمكن أن تغطيه محاولة تدعيشه, وهناك التحالف السابح في السموات يقصف ويقول لا مجال للنصر من هنا..؟! وهناك قوى داعمة كثيرة…وهناك سورية وجيشها… هي وحدها التي تعرف ماذا تريد… ولماذا تقاتل… ومن تقاتل.. وأين… الوحيد الذي يتمتع بهذه الشروط هو الوحيد المرشح، للمضي طويلاً في معركة لا يبدو أنها ستحل سياسياً إلا من حيث واقعها عسكرياً.