دمشق-سانا
سبعة وثلاثون فنانا وفنانة من الشباب تجمعوا مساء أمس في قاعة المعارض بالمركز الثقافي العربي في أبو رمانة ليعرضوا لجمهور الفن السوري ما أخرجته أناملهم الغضة وعقولهم الطموحة من أعمال الرسم والتصوير الضوئي في معرض حمل اسم صدى شباب الفن الثامن وعن هذه التجربة الشبابية قالت ربا الشربجي منسقة قسم الرسم في المعرض لسانا إن هذا المعرض حصيلة جهد بذلته مع أربعة من الفنانين الشباب بدأ عبر الانترنت كواقع افتراضي لتكوين فريق فني يتناسب مع الواقع المعاصر اخترنا له اسم شباب الفن الثامن ثم انتقل للعمل على أرض الواقع عبر الإعلان عن المعرض وفتح باب الاشتراك فيه أمام فنانين هواة أحبوا الحياة والجمال.
وأضافت الشربجي إن أغلب المشاركين بالمعرض يخوضون أولى تجاربهم مقدمين ثمانين عملا فنيا في التصوير الضوئي والرسم التشكيلي نفذها سبعة وثلاثون شابا وشابة تم اختيارهم عبر لجنة وضعت معايير لقبول الأعمال المشاركة.
أما بسام هواري وهو منسق قسم التصوير في المعرض فقال.. ثلث لوحات التصوير المشاركة كانت عبر عدسة اجهزة خلوي ما حد كثيرا من إمكانية تعديل الصور بالحاسب أو عبر الفوتوشوب كما أن أغلب المشاركين لم يدرسوا التصوير الضوئي ولا الفنون الجميلة وجاؤوا بصور موضوعية من الواقع السوري تعكس نفسية الشباب السوري المتفائل بمستقبل وطنه وتعطي أملا كبيرا بالغد.
وأعرب هواري عن تمنياته بأن تتولى إحدى الجهات الراعية دعم هذه المواهب ولا سيما أن هواية التصوير مكلفة تفوق قدرة الشاب المادية لافتا إلى أن هذا المعرض الذي ترك المجال واسعا أمام اختيار المواضيع ستتلوه معارض أخرى تطلب من المشاركين فكرة موحدة.
ومن هندسة الالكترون جاء الفنان الشاب فادي زغيب ليقدم أربع صور ضوئية عن طفل ينظر للغد وامرأة على شرفة بيت دمشقي قديم تعاني لوعة الانتظار وعن معاناة المرأة من المجتمع بغض النظر عن وضعها ومحاولتها تحطيم القيود وعن الم الفقد في وجه فتاة مشيرا إلى أن المصورين الهواة يعانون من الظروف الحالية التي تحول بينهم وبين ممارسة هواياتهم في أرجاء البلاد إضافة إلى غلاء أدوات التصوير.
أما فرح الزيبق التي فضلت عدم متابعة الدراسة في معاهد الرسم لأنها بنظرها لا تساعد على تطوير الموهبة فلجأت إلى تنميتها بصورة شخصية وشاركت في المعرض بثلاث لوحات باستخدام الفحم والرصاص والألوان المائية عبرت فيها عن الوجه الضاحك الذي يخفي وراءه حزنا وعن جمال الروح وعن الصخب وأوجاع الإنسان معتبرة أن المعرض يحقق فرصة لظهور المواهب الشابة بشكل جماعي وإن كانت تسعى لأن تحقق تجربتها الخاصة.
وعن تقييمه للأعمال المشاركة في المعرض قال الفنان هشام المليح.. لاحظت وجود تفاوت في المستوى ولم ألمس أعمالا متوسطة فكانت هناك أعمال مميزة بالمواضيع المختارة وبالتقنية المستخدمة واستخدام الجديد فيها وهناك أعمال ضعيفة كان أجدر ألا تشارك لأنها تحقق ضررا بالمستوى العام للمعرض على حساب
الأعمال المتميزة كما لمست غلبة الأسلوب الواقعي على المشاركين لأن أغلبهم ما زال يدرس الفن وبالتالي لم يتمكنوا بعد من تكوين رؤيتهم وهويتهم الخاصة.
سامر الشغري