إيران تمد جسورها.. وروسيا تشغـّل ماكينتها الدبلوماسية

بين قشة النجاة التي يبحث عنها وكلاء الإرهاب اعتماداً على أحاديث مستقلة مع الروسي الذي قدم لهم السلم مراراً لإنزالهم من على شجرة صعدوها دون التفكير بطريقة النزول.. إلى شعرة سعت إيران ألا تقطعها مع حلفاء لها من فصائل ارتضت الانتقال من ضفة المقاومة إلى ضفة المقاولة.. يعمل أعراب بني جهل بالبحث عن قشة لتقصم ظهر (الحراك الدولي).. حراك بدأ أول ملامحه بسلسلة من تسريبات حول سعي بعض الدول الأوروبية لإعادة نفض الغبار عن أثاث سفاراتها في دمشق.‏

مهندسو الدبلوماسية العالمية من أصحاب الشأن ومن يهمهم الأمر.. يعملون على مد جسور التقارب.. علهم في ذلك يلتقون في نقطة محورية، تشكل انطلاقاً لرؤية مستقبلية لحل الأزمة في سورية.. ومواجهة الإرهاب في المنطقة بعيداً عن تغطية البعض بقمصان وألوان لا تغير شيئاً من أفكار سوداء لمرتديها.‏

الماكينة الدبلوماسية الروسية تتحرك.. لقاء بالأمس بين وزير خارجيتها سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري.. وغداً لقاء جديد في روما والهدف بلورة رؤى أو التوصل الى قواسم مشتركة.. تخط ألف باء الحل في سورية.. هي ذاتها الماكينة وبحراك مماثل يقوده نائب لافروف، ميخائيل بوغدانوف تخط أسطر توافق بين دمشق وممن يقطن بيروت بصفة ممثل أو مفوض لمن يضخ نار حقده في النسيج السوري.. حقد سمعه بوغدانوف من عراب الارهاب الوهابي بندر بن سلطان حين قال له حرفياً في موسكو: نريد تدمير (النظام) في دمشق حتى لو جرى تدمير سورية.‏

وفي طهران يكتمل المسعى الروسي بإعلان ايران دعم خطة المبعوث الأممي الى سورية ستيفان دي ميستورا .. شريطة أن تؤدي الأمم المتحدة دوراً حقيقياً في سورية، بعيدا عن مخططات اميركا والتي ترى طهران في إعلانها تسليح وتدريب (المعارضة)، عرقلة لمقترح دي ميستورا.‏

تتحرك الماكينة الروسية باتجاه الغرب.. وترمم جسور طهران أمام من أنكر فضلها سابقاً.. وبين هذا وذاك ثمة ثوابت تقف وراء التحرك ومد الجسور.. سورية خط أحمر كلمات لايعي معناها إلا من سمع نبرة بوغدانوف العالية لزواره في بيروت.. سورية خط أحمر لا يعي معناها إلا من خبر الحرص الايراني على عمق العلاقة التاريخية مع سورية ومدها بكل مقومات الاستمرار والصمود في وجه المؤامرة.. سورية خط أحمر لا يعي معناها إلا من يتحسس خطر تمدد (الناتو) وعودة المحميات الاستعمارية بأشكالها المختلفة ويعرف دور سورية في أن تبقى صامدة لمواجهة ذاك التمدد والتصدي لكل هذه الأخطار.. سورية خط أحمر لا يعيها إلا من يعشق الوطن.. ويتنفس عطر ترابه وياسمينه.. سورية خط أحمر كانت وستبقى أبداً.‏

بقلم: منذر عيد