اللاذقية-سانا
يتفرد برنامج “قلم رصاص ومحاية” الذي أطلقته “جمعية مكتبة الأطفال العمومية” مؤخرا بالتوجه إلى شريحة المتعاملين مع الأطفال من أمهات وآباء ومشرفين في المدارس والنوادي الاجتماعية والفرق التطوعية لتعليمهم مبادئ وتقنيات الرسم بهدف توظيفه فنيا ومجتمعيا للتعاطي مع الأطفال وفهم حاجاتهم بشكل أكثر ايجابية وفعالية.
ويعتبر البرنامج طرحا جديدا بحسب قول الفنانة التشكيلية عدوية ديوب مؤسسة البرنامج التي وجدت “أن أهميته لا تقتصر على اعتباره وسيلة لتعليم تقنيات الرسم المختلفة بل يلعب البرنامج دورا كبيرا في شرح طرق التعاطي مع الأطفال في حصة الرسم واختيار المواد والتقنيات التي تناسب عمره وقدراته بالإضافة لشرح أهمية اللون وجعل مادة الرسم مادة مفرحة”.
وتقول ديوب لنشرة سانا “سياحة ومجتمع” إن فكرة البرنامج أتت بعد إطلاق نشاط مخصص للأمهات والأطفال والمتعاملين معهم لمشاركة الأسرة ببعض فوائد الرسم كلغة تعبير وتواصل لافتة إلى أنه نتيجة وجود نقص وضعف كبير في ثقافة الكبار تجاه أهمية الرسم وفوائده وقيمة وجودة المواد والخامات المستعملة فيه تم إطلاق البرنامج لتجاوز هذه الثغرات واستخدام الرسم لصالح المعرفة الفنية والاجتماعية والعلمية في التعامل مع الأطفال.
وأضافت.. “اخترنا التوجه للأمهات والمتعاملين مع هذه الشريحة حصرا لكونهم الأقدر على نقل الخبرة للأطفال سواء من خلال الأسرة أو المشرفات المتابعات لمواهب الأطفال في المؤسسات التربوية المختلفة مما يجعل انتشار أهداف البرنامج أكثر دقة وتوجها”.
وتوضح ديوب أن البرنامج يركز على التعريف بفوائد الرسم والتلوين للكبار والصغار كلغة للتعبير والتواصل وتفريغ الانفعالات السلبية والايجابية إضافة إلى دوره في تنمية المخيلة وتقوية الذاكرة ورفع الذائقة الفنية والجمالية وإعادة صياغة العلاقة بالمحيط واكتشاف خصائصه ومميزاته مشيرة إلى أن البرنامج يسعى لتوظيف الرسم لاكتشاف جملة من المهارات المتعددة كدقة الملاحظة والعمل المتقن والفضول الإيجابي بالإضافة لتحقيق جملة من الفوائد الاجتماعية كالثقة بالنفس والقبول الايجابي للاقران وغيرها .
ويستمر البرنامج لمدة شهرين بمعدل جلستين كل أسبوع تم وضع مواعيدها بحيث تناسب الأمهات والمشرفين وتشير ديوب إلى أن البرنامج سيعمل على ضم أكبر عدد ممكن من الأمهات والمشرفين وسيختتم بمعرض جماعي لأولى الانتاجات الفنية لبرنامج “قلم رصاص ومحاية” وبالطبع لن تكون الأخيرة.
وأكدت ديوب أن الاستمرارية هي الهدف الأول الذي يسعى إليه البرنامج عبر الإشارة الدائمة لأهمية الفن ليكون رافعة فنية للارتقاء بالمستوى الاجتماعي والإنساني في تعامل الأشخاص مع بعضهم ومع البيئة المحيطة معتبرة “أن الرسم أداة صياغة للواقع ويمكن بالاعتماد عليه فرض واقع يحمل سوية اجتماعية فنية وأخلاقية وسلوكية عالية المستوى” .
من جهتها تحدثت سهير أحمد عن تعلمها أشياء جديدة تستفيد منها كأم في متابعة أولادها فهذا النشاط جديد بالنسبة لها كليا ولا سيما الأمور المتعلقة بطرق التظليل وتركيز القلم.
وأضافت ..”إن المتابعة والاجتهاد الشخصي هو الأساس للوصول لمراحل متقدمة في هذا المجال” الأمر الذي أكدت عليه نغم يوسف التي وجدت أن تلقيها معلومات خاصة بتقنيات وأصول الرسم سيكون له أثر فاعل في تأسيس أطفالها فنيا وخاصة أنهم في أعمار صغيرة.
أما حلا الضرف معلمة صف فوجدت أن فائدة البرنامج تكمن في شرح أسس التعامل مع الأطفال الذين يتفاعلون مع الرسم وفق المساحة البيضاء التي يفرغون عليها أحاسيسهم ودواخلهم مما يجعل لكل تفصيل تفسير ومعنى.
ياسمين كروم