الشريط الإخباري

سوق الصوف بالحسكة… آمال بتحسن حركة البيع بعد فتح طريق الحسكة حلب الدولي

الحسكة-سانا

سوق الصوف في مدينة الحسكة أحد الأسواق الصغيرة الذي يعد امتدادا للأسواق المجاورة له ومكملا للمشهد الاقتصادي والتجاري المحلي حيث يوفر للأهالي مادة صوف الأغنام التي تستخدم في صناعة اللحف والفرشات والوسائد التي لا يزال البعض منهم محافظا على صناعتها واقتنائها في منازلهم رغم منافسة المنتجات الصناعية.

تجارة بيع الصوف في محافظة الحسكة عانت من مفرزات الحرب الإرهابية على سورية حيث أدى انقطاع الطرق البرية خلال السنوات الماضية إلى توقف شبه تام في عمليات البيع والشراء بعد أن كانت المحافظة مصدرا رئيسيا لتأمين أصواف الأغنام ذات الجودة العالية وتوريدها باتجاه المصانع في المحافظات الأخرى وكذلك ساهم انتشار المواد الصناعية كالإسفنج والصوفالصناعي والبوليستر في زيادة المعاناة نتيجة الإقبال على شرائها من قبل الأهالي كونها أخف وزنا وأقل سعرا.

مراسل سانا التقى عددا من التجار والباعة والمواطنين في سوق الصوف للوقوف على واقع السوق ومنهم محمد خزعل المنوخ  أحد أقدم تجار سوق الصوف الذي أوضح أن حركة البيع كانت مزدهرة عندما كانت الشركة العامة للأصواف تقوم بشراء ما يتوفر من مادة الصوف في محافظة الحسكة وذلك منذ ثمانينيات القرن الماضي وإلى ما قبل الحرب الإرهابية على سورية إضافة إلى ما يتم تصريفه وشراؤه من قبل الأهالي والمجتمع المحلي إلا أنه نتيجة الظروف وانقطاع الطرق البرية توقفت الشركة عن الشراء.

ويوضح المنوخ أنه نتيجة لذلك فإن حركة البيع والشراء في السوق تراجعت بشكل كبير كما ساهم انتشار المواد الصناعية من اسفنج وصوف صناعي وغيرها بزيادة معاناة التجار والباعة ما حدا بكثير منهم للتحول إلى تجارات أخرى مبينا أن عمليات البيع حاليا تقتصر على بيع الفرشات واللحف والوسائد الجاهزة وهناك القليل من يقوم بشراء مادة الصوف الخام.

ويوضح المنوخ أن تجار السوق يقومون بشراء مادة الصوف من مربي الأغنام ولكن بعد تنظيفه وغسله حيث يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد ما بين 100 و150 ليرة سورية ويتم بيعه للمواطنين بحدود  200 ليرة سورية مشيرا إلى أن الكثير من المربين توقفوا عن بيع الصوف لكون تكلفة قصاص صوف الأغنام ونقله إلى السوق مرتفعة ولا توازي قيمة بيعه.

التاجر صبحي العيسى لفت بدوره إلى أن تجار بيع الصوف ولمواجهة تراجع عمليات البيع ولضرورة الاستمرار في العمل قاموا بإدخال مواد جديدة للبيع مثل السمن العربي والجبن والتي تشهد حركة بيع جيدة محليا مبديا تفاؤله بأن تساهم إعادة فتح طريق الحسكة حلب الدولي بعودة ازدهار الوضع الاقتصادي في المحافظة واستئناف شحن مختلف المنتجات من الحسكة إلى المحافظات الأخرى ومنها الصوف.

وعلى الرغم من منافسة المنتجات الصناعية لمادة الصوف إلا أن الكثير من أهالي محافظة الحسكة ولا سيما المجتمع الريفي لا يزال متمسكا باقتناء الفرشات واللحف والوسائد المصنوعة من الصوف الطبيعي لأنها عادات وتقاليد مرتبطة بالزواج والتي يؤمنها العريس ويطلق عليها تسمية “نضيدة”.

أم خالد من ناحية العريشة بريف الحسكة الجنوبي وخلال شرائها كميات من الصوف لتستخدمه في صناعة اللحف والفرشات الخاصة لزواج ابنها أكدت أن صوف الأغنام الطبيعي أفضل من المنتجات الصناعية وأكثر دفئا ويستمر أطول مبينة أنها تمتلك بعض اللحف والفرشات منذ يوم زفافها قبل أربعين عاما ومشيرة إلى أن وجود “نضيدة” كبيرة في المنزل من الأشياء التي تفخر بها كل سيدة وهي دليل على كرم أهل البيت واستعدادهم لاستقبال أكبر عدد من الضيوف.

عطا الله الحسين من أهالي حي الناصرة بمدينة الحسكة يفضل شراء فراش مصنوع من الصوف الطبيعي عازيا ذلك لكونه مريحا ومرتفعا بشكل جيد عن الأرض كما أن المواد الصناعية كالإسفنج تفقد جودتها مع مرور الزمن والاستخدام ولا سيما في ظل انتشار بيع المواد ذات الجودة المنخفضة.

نزار حسن

انظر ايضاً

صور من سوق الصوف بالحسكة

ــ تصوير سهيل مرعي