الشريط الإخباري

حبائل «الكيماوي» المزعوم تتكشف.. وصلابة الميدان السوري ترسم النهايات

هل كان السوريون ينتظرون تقريراً عبر البريد الالكتروني ليخبرهم أن الغرب الذي انغمس بدعم الإرهاب والعمل معه بكل الوسائل المتاحة، يكذب ويفبرك الحقائق، ولن يتورع عن فعل أي شيء مهما كان للوصول إلى غاياته الدنيئة؟

بالتأكيد، لم ينتظروا ذلك، ولن يفعلوا، فهم (السوريون) يعرفون أحابيل الغرب وألاعيبه وكيف يحيك المؤامرات ولايهمه النتائج مهما كانت، وفي الحرب العدوانية على سورية تجلى ذلك واضحاً تماماً، وقد نفذ الغرب العشرات من الجرائم الكبرى التي يجب أن يحاكم عليها أمام الرأي العام العالمي، ومؤسسات الأمم المتحدة، لو كانت فعلاً تأخذ دورها الحقيقي، لا أن تكون أداة ومطية للوقوف ضد شعوب العالم التي تسعى للحفاظ على كرامتها ومقدراتها، ولا أن تكون المنظمات الأخرى منخرطة في التآمر وتزييف الحقائق، كما فعلت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، التي عملت على تزوير الحقائق حول الهجوم الكيماوي المزعوم في الغوطة الشرقية، وقد وثقت التقارير التي سربت حقيقة التلاعب وعدم النزاهة، وتجنيد هذه المؤسسة بما تخطط له الولايات المتحدة ومن يسير في ركبها.

نعم، لم يكن السوريون ينتظرون هذه التقارير، لكنها جاءت لتؤكد أن كل ما يصدر عن الدولة السورية هو عين الحقيقة، وعلى العالم أن يأخذ ذلك بعين التقدير، ويتنبه إلى أن هذه السياسات تقود إلى تدمير المصداقية العالمية، ومازال العراق مثالاً واضحاً، فالكذبة التي اخترعها الغرب وسوقها من على منبر الأمم المتحدة دمرت دولة ذات سيادة، وقتلت الملايين، ناهيك بما تركته من آثار كارثية.

وإذا كانت جولة من جولات الكذب الغربي قد فضحت وتعرت تماماً، فالميدان السوري، سياسياً وعسكرياً، كفيل بأن يرسم النهايات كما يقررها الشعب السوري، فالسوريون وحدهم من يقررون مستقبلهم، ويكتبون دستورهم ويعرفون الثوابت الوطنية التي لابد من ترسيخها لتكون نقطة انطلاق نحو أي نقاش في الدستور أو حوله، وهذا ما يصر عليه الوفد الوطني السوري في جنيف، ولكن الوفد الممثل للنظام التركي يعارضه، ما يثبت أن لاشيء اسمه وطن أو سورية يعنيه إنما يظن نفسه قد جاء لجلسات محاصصة وتقاسم، وهذا سراب الوهم القاتل.

بقلم: ديب علي حسن