باريس-سانا
جدد محتجو السترات الصفراء مظاهراتهم في باريس وعدد من المدن الفرنسية إحياء للذكرى السنوية الأولى لتحركاتهم الاحتجاجية المنددة بسياسات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاقتصادية والاجتماعية والمطالبة باستقالته.
ورفع مئات المتظاهرين الذين احتشدوا وسط باريس اليوم لافتات تستنكر سياسات ماكرون على جميع الصعد وتخاطب الفرنسيين بالقول “ماكرون يدمر فرنسا وحقوقكم” و”نحن هنا من أجلكم” بحسب ما ذكرت فرانس برس.
وانطلقت الاحتجاجات التي تقودها حركة السترات الصفراء في فرنسا في السابع عشر من تشرين الثاني الماضي تنديداً بارتفاع أسعار الوقود وتكاليف المعيشة وللمطالبة بإسقاط الضرائب التي أقرتها الحكومة الفرنسية والتي ترى الحركة أنها تستنزف الطبقتين العاملة والمتوسطة فيما تقوى الطبقة الغنية لتصل حد المطالبة بتنحي ماكرون.
فوزي لولوش أحد منظمي التحرك ندد بإجراءات القمع التي تمارسها الشرطة الفرنسية والتي أدت لإلغاء مظاهرة كان مقرراً انطلاقها أمس السبت من ساحة إيطاليا في باريس معتبرا ذلك يشكل قراراً سياسياً وقال إن “قوات الأمن تنفذ استراتيجية محاصرة المتظاهرين”.
وقمعت الشرطة الفرنسية مظاهرات حركة “السترات الصفراء” أمس مستخدمة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين واعتقلت 61 شخصاً.
وروت المؤرخة الفرنسية ماتيلد لارير التي شاركت في المظاهرة أمس عبر صفحتها على تويتر كيف قامت الشرطة الفرنسية بمنعها من مغادرة ساحة إيطاليا عبر سحابة الغاز المسيل للدموع التي انتشرت في المكان منددة بعمليات القمع التي “لا تليق بدولة ديمقراطية”.
وفي سافوا جنوب شرق فرنسا أحيت مجموعات من الفرنسيين ذكرى الناشطة شانتال مازيه التي قضت في اليوم الأول من الاحتجاجات إثر صدمها بسيارة.
واستمرارا لتجاهل حكومة ماكرون مطالب المحتجين الفرنسيين المعيشية الاجتماعية والاقتصادية وصف وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير محتجي السترات الصفراء الذين خرجوا بمظاهرات حاشدة أمس في الذكرى الأولى لبدء احتجاجاتهم بـ “البلطجية والأشقياء”.
وكان مئات آلاف الفرنسيين شاركوا خلال الأشهر الـ 12 الماضية في الاحتجاجات التي قابلتها قوات الشرطة بالقمع الشديد واستخدمت في البداية خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية ثم بدأت بإطلاق النار ما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص وإصابة واعتقال آلاف آخرين.