مفاوضات بريكست الضبابية تترك الجنيه الإسترليني في مهب الريح

دمشق-سانا

دوامة من التداعيات شهدتها بريطانيا على الصعيدين السياسي والاقتصادي على مدى شهور طويلة بسبب مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي وكان على رأس المتضررين منها الجنيه الاسترليني الذي فقد كثيرا من قوته في الأسواق بفعل التقلبات التي مر بها ما بين ارتفاع وانخفاض وضبابية المشهد البريطاني والأوروبي بشكل عام.

التجاذبات الكثيرة في محادثات عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست” انعكست بشكل مباشر على الجنيه الاسترليني الذي أظهر تأثرا واضحا بتراجعه في بداية التعاملات الصباحية اليوم بواقع 6ر0 بالمئة الى 2748ر1 دولار وانخفاضه أيضا بنسبة 5ر0 بالمئة مقابل اليورو إلى 81ر86 بنسا متأثرا بإعلان رئيس الحزب الديمقراطي الوحدوي في إيرلندا الشمالية أنه لن يدعم الحلول المقترحة لحل مشكلة الترتيب الخاص بإيرلندا ليعاود بعد ساعات قليلة الارتفاع بعد إعلان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون التوصل إلى اتفاق جديد بشأن خروج بلاده من التكتل الأوروبي.

الشكوك حول التوصل إلى اتفاق بشأن عملية بريكست وما يمكن أن يحمل ذلك من تداعيات خطيرة على الاقتصاد البريطاني سلبت الجنيه الاسترليني قوته وجعلته يدخل في سلسلة تذبذبات في وقت أكد فيه خبراء بحسب تقرير أعدته شبكة “سي إن إن” الأمريكية اليوم أن عدم اليقين بشأن خروج بريطانيا من التكتل الاوروبي ألحق أضرارا كبيرة بالاقتصاد البريطاني عبر ضرب الاستثمار التجاري والصناعي فيما تزايدت التوقعات حول اقتراب دخول بريطانيا في ركود اقتصادي كبير.

المحادثات ما بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا مرت بمرحلة جمود مؤخرا بسبب معارضة الحزب الديمقراطي الوحدوي اقتراحا يتعلق بالجمارك إذ أن إحدى نقاط الخلاف الرئيسية حول إتمام بريكست مع اتفاق هي إبقاء الحدود بين إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي وإيرلندا الشمالية مفتوحة في المستقبل فيما يحاول المفاوضون التوصل إلى اتفاق يرضي كل الأطراف قبيل القمة المقررة في بروكسل اليوم.

وفيما تبقى عملية بريكست معلقة تتزايد التحذيرات والمخاوف من اتمامها دون اتفاق وآثار ذلك على الاقتصادين الأوروبي والبريطاني وقد حذرت وثيقة رسمية تم تسريبها من مجلس الوزراء البريطاني في وقت سابق من انتشار الفوضى بعد عملية الخروج دون اتفاق واضطرار هياكل السلطة والإدارات الحكومية إلى التعامل مع معظم المشكلات بأنفسها.

ولعل الساعات الحاسمة المقبلة ستكون قادرة على التنبؤ بمصير بريطانيا واقتصادها الذي يقف على حافة الهاوية متأرجحا بين السقوط لوحده بعد عملية الخروج عن التكتل الموحد أو استعادة قوته ولو بشكل جزئي فالمؤشرات الاقتصادية تميل بشكل واضح نحو توقعات أسوأ بأن تكون فاتورة بريكست أكبر مما تخيلها البريطانيون ولا سيما مع نقل شركات ومؤسسات مالية كبرى أصولها من بريطانيا ومغادرة مئات المليارات من الدولارات حي لندن المالي.

باسمة كنون

 

انظر ايضاً

الاندبندنت: بريطانيا ما بعد بريكست تتحول إلى رجل أوروبا المريض

لندن-سانا عاد لقب “رجل أوروبا المريض” مجدداً للظهور ليوصم بريطانيا هذه المرة التي يعاني اقتصادها …