لندن-سانا
فى دليل جديد على الترابط الوثيق الذى يجمع بين حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا وتنظيم داعش الإرهابي كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن التنظيم ساعد إحدى مجنداته البريطانيات على الخروج من السجن بالاتفاق مع السلطات التركية.
وأوضحت الصحيفة فى تقرير أعده روبرت فيركيك إن الإرهابية المدعوة أم خطاب البريطانية والتى تبلغ 18 عاما نشرت تعليقات جديدة على مدونتها الالكترونية تشرح فيها كيف قام متزعمون فى تنظيم داعش الإرهابي باقناع السلطات التركية بإطلاق سراحها إلى جانب إرهابيتين آخريين انضمتا إلى التنظيم.
ويقوم تنظيم داعش الإرهابي بتجنيد نساء أجنبيات على وجه الخصوص لاستقطاب المزيد من الفتيات إلى صفوفه وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحذر خبراء ومراقبون من تفاقم ظاهرة تجنيد أعداد متزايدة من النساء الأوروبيات إلى التنظيم المذكور ولاسيما البريطانيات.
ولم يتضح حتى الآن الآلية التى تمكن من خلالها التنظيم من إطلاق سراح الإرهابية المذكورة لكن حقيقة ارتباط نظام رجب طيب أردوغان بالتنظيمات الإرهابية فى سورية ولا سيما تنظيم داعش باتت معروفة للجميع.
وتؤكد عشرات التقارير والوقائع الميدانية أن حكومة حزب العدالة والتنمية فى تركيا دأبت على دعم التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية ومدها بالمال والسلاح تنفيذا لاملاء من واشنطن باستهداف سورية ما أدى إلى تمدد هذه التنظيمات الإرهابية وتشكيلها خطرا على المنطقة والعالم.
من جهة ثانية انتقد الكاتب فى صحيفة الأوبزرفر البريطانية ديفيد ميتشيل الإجراءات الأمنية الجديدة التى أعلنت عنها الحكومة البريطانية فى مواجهة التهديدات الإرهابية معتبرا أن هذه الاجراءات غير كافية ولم تقدم أي جديد.
وأوضح ميتشيل أن التعليمات الكتابية التي نشرتها السلطات البريطانية لارشاد مواطنيها لكيفية التصرف عند وقوع أي هجوم هي “الهروب والاختباء ومن ثم إبلاغ السلطات” مشيرا إلى أن هذه الأمور مفروغ منها وغير كافية من الناحية الأمنية ولا تقدم أي مساعدة فعلية للبريطانيين فى ظل التهديدات الإرهابية المتزايدة.
وفى الوقت الذي تقر فيه الحكومات الغربية والأجنبية المزيد الإجراءات الأمنية لمواجهة المخاطر والتهديدات التي تشكلها التنظيمات الإرهابية الموجودة في سورية والعراق ولا سيما مع التحاق آلاف الأوروبيين والأجانب بصفوفها يؤكد مراقبون أن رفع الغرب لوتيرة التصريحات بشأن المخاطر التى تتهدد أمن العالم جراء انتشار الإرهاب سيكون بلا معنى ودون فائدة طالما أنه لا يزال مصرا على التهاون مع الديكتاتوريات فى الشرق الأوسط التى تدعم التشدد والتطرف بما فيها نظام آل سعود وغيره من المشيخات الخليجية.
وبالتوازي مع الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها الحكومات الأجنبية لمواجهة مخاطر التطرف والإرهاب أعرب وزير الداخلية الهندي راجناث سينغ عن قلقه إزاء حقيقة انجذاب بعض الشبان الهنود إلى تنظيم داعش الإرهابي مؤكداً أن الحكومة الهندية تنظر إلى هذا الأمر بوصفه “تحديا خطيرا” للبلاد.
وفى تصريح نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية وصف سينغ إعلان تنظيم القاعدة الإرهابي عن إنشاء فرع جديد له فى شبه القارة الهندية بأنه “تهديد” وقال إن ” إن نية هذا التنظيم الإرهابي العالمي تتركز على إخضاع بنغلادش وأجزاء من الهند تحت سيطرته والحكومة الهندية لن تسمح بحدوث هذا الأمر أبدا.
وجاءت تصريحات سينغ بعد الكشف عن إجراء وكالة التحقيقات الوطنية فى مدينة مومباي الهندية تحقيقات مع المعتقل الهندي عارف مجيد الذي عاد من تركيا يوم الجمعة الماضي بعد أن تسلل إلى العراق هو وثلاثة شبان هنود فى أيار الماضي للالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي كما تحقق السلطات لكشف النقاب عن الجهة التى شجعتهم على السفر والالتحاق بالتنظيم الإرهابي.
بدورها كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن داعية الكراهية المتطرف المدعو عمر بكري محمد الذى كان ضليعا فى مقتل الجندي البريطاني لي ريغبي جنوب شرق بريطانيا برر عمليات القتل الوحشية التى يرتكبها الإرهابيون فى سورية والعراق بحق المدنيين الأبرياء بمن فيهم النساء والأطفال بوصفها بـ”الضرورية أحيانا” على حد زعمه.
وأوضحت الصحيفة أن محمد استخدم علانية موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لنشر تعليقات يقول فيها “إنه من الضروري أحيانا قتل النساء والأطفال الذين يحتمون في المدارس والمستشفيات”.
وأشارت الصحيفة إلى أن تعليقات محمد الذي منعته السلطات البريطانية من دخول أراضيها والذي يواجه تهما تتعلق بارتكاب أعمال إرهابية تأتي بعد أيام من توجيه انتقادات إلى العديد من المواقع الالكترونية لأنها لم تحذر من الرسائل المتطرفة التي نشرها أحد قتلة الجندي البريطاني ريغبي قبل ستة أشهر من اغتياله.
وكان محمد يعيش سابقا فى لندن كما خضع للتحقيق من قبل الشرطة البريطانية بعد أن دعا الشباب البريطاني إلى حمل السلاح والانضمام لتنظيم القاعدة الإرهابي كما أن تقارير عديدة أفادت بضلوعه بتفجيرات لندن التي أسفرت عن مقتل 56 شخصا في السابع من تموز عام 2005.