بيروت-سانا
غيب الموت اليوم الأديب والشاعر اللبناني الكبير سعيد عقل عن عمر ناهز المئة وعامين مخلفا وراءه مخزوناً أدبياً وشعريا شكل مدرسة ومنارة وقنديلاً لأجيال لاحقة لن ينطفئ أبداً.
لم يكن مرور عقل في تاريخ الأدب والشعر عادياً بل رسخ بأنامله الوردية خطا للأبدية إرثا شعريا وثقافيا لا ينضب وهو يمثل أحد أبرز الوجوه الشعرية والأدبية في لبنان والعالم العربي.
ويتميز شعر الراحل بالغنى والرمزية والاحتفالية ويشمل كل أنواع الشعر في العالم ووصل بالقصيدة العمودية الكلاسيكية إلى أعلى المراتب.
وكان الراحل عقل الذي ولد في زحلة في الرابع من تموز عام 1912 أحد رواد المدارس الشعرية الكبار ويوصف بأنه أحد الشعراء الكبار الذين يجعلون كل أنواع الشعر تصفق لهم ويتعدد مخزونه الشعري بين التغني بالوطن والمرأة حيث لم يكن غزله مبتذلا.
وكان عقل يدعو إلى استخدام اللغة العامية اللبنانية معتبرا أن المستقبل هو لهذه اللغة واثارت دعواته في هذا المجال جدلا كبيرا.
ولعقل العديد من الإصدارات الأدبية والنثرية منها لبنان إن حكى وأجمل منك لا ويارا وأجراس الياسمين وكتاب الورد وقصائد من دفترها ودلزى وكما الأعمدة.
وفي سنة 1981 أصدر عقل ديوان شعر باللغة الفرنسية اسمه الذهب قصائد وهو كتاب جامع يحمل خلاصة ما توصل إليه فكره في أوج نضجه ويعد برأي العديد من النقاد الكتاب العالمي الذي سيرد إلى اللغة الفرنسية عظمة تفوق شعراء فرنسا الكبار كبول فاليري ومالارميه.
يذكر أن الفنانة الكبيرة فيروز غنت العديد من قصائده الشعرية وكذلك الفنانة ماجدة الرومي.
ودرس الفقيد عقل الصحافة وكتب بجرأة وصراحة في العديد من الصحف كما درس في مدارس الآداب العليا والآداب التابعة للأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة وفي دار المعلمين والجامعة اللبنانية كما درس تاريخ الفكر اللبناني في جامعة الروح القدس وألقى دروسا لاهوتية في معهد اللاهوت في مار انطونيوس الأشرفية.
وأنشا عقل في عام 1962 جائزة شعرية من ماله الخاص تمنح لأفضل صاحب أثر يزيد لبنان والعالم حباً وجمالاً.
كما أطلق في الثلاثينيات من القرن الماضي أولى مسرحيات لبنان الكلاسيكية تحت اسم بنت يفتاح التي نالت في حينه جائزة الجامعة الأدبية وإضافة إلى قصيدة فخر الدين المطولة التاريخية الوطنية التي برهنت أن الشعر يقدر أن يؤرخ ويظل شعرا مضيئاً وأن يسرد قصة متقيداً بالأصول ويظل مؤثراً كما أصدر المجدلية التي غيرت بمقدمتها وجه الشعر في الشرق.
وفي الأربعينيات أطلق مسرحية قدموس وفي سنة 1945 صدر له كتيب نثري بعنوان مشكلة النخبة الذي يطالب فيه عقل بإعادة النظر في كل شيء من السياسة إلى الفكر والفن كما صدر له كتاب كأس الخمر وهو يتضمن مقدمات وضعها لكتب منوعة.