لندن-سانا
قال الكاتب البريطاني كون كوغلين إن القلق الأساسي الذي يعتري أجهزة ومسؤولي الاستخبارات البريطانية اليوم هو عودة “الجهاديين” البريطانيين الذين تشربوا التطرف بعد انضمامهم إتنظيم داعش في سورية إلى بريطانيا لينفذوا ما تدربوا عليه من عمليات إرهابية في بلادهم.
وأشار كوغلين في سياق مقال نشرته صحيفة الغارديان تحت عنوان “علينا التصدي لمصدر الدولة الاسلامية في سورية” إلى أن أي شخص يحاول إيجاد تفسير لتحذيرات وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي هذا الأسبوع بشأن مواجهة بريطانيا أخطر تهديد في تاريخها عليه النظر إلى ما يجري في سورية وخطر داعش الذي يمثل أخطر تنظيم إرهابي في العالم.
وبعد الدعم الكبير الذي قدمته حكومة ديفيد كاميرون للتنظيمات الارهابية في سورية إلى جانب الولايات المتحدة وحلفائهما الغربيين الآخرين عندما كانت تعتبرها ” معارضة معتدلة” تستهدف سورية فقط بات المسؤولون البريطانيون يستشعرون خطر هذه التنظيمات بعد أن وصل الخطر إلى عقر دارهم ليتبعهم الكتاب والصحفيون هناك في تحذيراتهم هذه حيث اعتبر كوغلي أن أغلبية الخطط لشن هجمات إرهابية التي تواجهها وأجهزة الأمن البريطانية تنطلق من سورية منتقدا أسلوب تعامل حكومة بلاده مع التنظيم.
وأضح الكاتب أن المشاركة البريطانية الحالية لبريطانيا تنحصر في تقديم سلاح الطيران البريطاني طائرات تورنيدو مقاتلة وطائرات ريبر بدون طيار مهمتها تقديم الدعم لقوات التحالف الدولي في العراق فيما تشارك قوات على الأرض في مهمات تدريب وتقديم المشورة العسكرية في البلد نفسه.
وفي مقال آخر نشر في صحيفة ديلي ميل تحت عنوان العناصر السابقون من البريطانيين في الدولة الإسلامية يمكن أن يردعوا الآخرين قال مسؤول رفيع سابق في جهاز الاستخبارات البريطاني ام اي 6 إن البريطانيين العائدين من سورية بعد أن استفاقوا من أوهامهم بشأن داعش يمكن أن يتم استخدامهم كعامل ردع قوي للآخرين لمنعهم من الذهاب والانضمام إلى التنظيم الإرهابي.
واعتبر نايجل انكستر النائب السابق لرئيس جهاز ام اي 6 أن على السلطات البريطانية أن تمتلك القدرة على تحديد “المتطرفين الخطرين” الذين يمكن أن يشكلوا تهديدا في حال السماح لهم بالعودة إلى البلاد دون التدقيق في خلفيتهم والتمييز بينهم وبين بريطانيين آخرين قد يكونوا “انجروا خلف الأوهام” واستفاقوا الآن من الوهم بعد ما شهدوه من جرائم داعش في سورية والعراق ويمكن استخدامهم لاقناع من لديهم ميل للانضمام إلى التنظيم بعدم فعل ذلك بعد شرح الحقائق لهم .
وتعتبر بريطانيا مصدرا رئيسيا للإرهابيين الغربيين الذين يتوجهون إلى سورية والعراق للانضمام إلى تنظيم داعش على وجه الخصوص والمشاركة في جرائمه ليس فقط ضد أبناء هذين البلدين بل وحتى ضد الغربيين كالصحفيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف ومواطنهما بيتركاسيغ إضافة إلى البريطانيين دانييل هاينز وألان هانينغ بقطع رؤوسهم أمام كاميرات الفيديو.
إلى ذلك ذكرت صحيفة واشنطن تايمز في مقال للكاتب غاي تايلور أنه وفي اطار محاولاته لإنشاء ما يطلق عليه مسمى دولة الخلافة يحاول تنظيم داعش الإرهابي التوسع في شمال افريقيا مفتتحا جبهة هناك من خلال عناصره الذين يعيثون خرابا وينشرون الفوضى في ليبيا وشبه جزيرة سيناء بمصر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤءول استخباراتي أميركي قوله “إن تنظيم داعش وضع لنفسه هدفا هو توسيع نطاق الخلافة الأمر الذي يلقى بالطبع الصدى لدى مجموعة من المتطرفين في دول شمال افريقيا وهم يقلدون وحشية التنظيم وجرائمه ولهجته التهديدية” .
ويقول المحلل جيمس جوسلين العضو الرفيع في مؤسسة الدفاع والديمقراطيات في واشنطن “..” ليس هناك من شك بأن داعش سيرتكب ويعلن مسؤوليته عن إعداد متزايدة من الهجمات في شمال إفريقيا ولاسيما في ليبيا وسيناء خلال العام المقبل”.