اللاذقية-سانا
عند القاطع الغربي من منطقة الجبال الساحلية شمال غرب سورية وتحديدا في ريف القرداحة “ناحية المزيرعة بمحافظة اللاذقية” نفذت الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق مسيرها الاستكشافي الذي حمل اسم مسير “الغول” الذي يعتبر النشاط الثاني للدورة الفصلية الرابعة للجمعية في العام الجاري.
ويعتبر المشروع مسيرا تكتيكيا برمائيا تم تصنيفه على أنه من الدرجة الرابعة على سلم درجات الصعوبة الست للجمعية واستمر على مدى يومين في الرابع و الخامس عشر من شهر تشرين الثاني الحالي حيث بدأت أولى خطواته بالتجمع و توزيع معدات المسير والسلامة على المشاركين ثم الاتجاه نزولا نحو عمق الوادي بالقرب من قرية السراج وقد بلغ عدد المشاركين 122 متطوعا من دمشق وحلب وطرطوس واللاذقية.
وفي حديث لنشرة سانا “سياحة ومجتمع” قال خالد نويلاتي قائد نشاطات الجمعية: إن برنامج المسير بدأ بقضاء المجموعة ليلتهم الأولى في الطبيعة حيث تم توزيع المهام فيما بينهم وتقسيمهم الى أرهاط استوحى المشاركون اسمها من الحيوانات مع إعطائهم بعض التعليمات العامة حول النشاط وأقسامه والغاية منه و في الصباح الباكر تأكد المشاركون من جاهزيتهم ليبدأ المسير مقسماً و مرتبا بين الأرهاط نزولاً للعمق داخل مجرى نهر الديرونة باتجاه جنوب غرب نحو شمال غرب بدرجة انحدار من 680 م حتى 460 م و صعودا لقمة الجبل لمسافة 2 كم بزاوية انحدار 65 درجة”.
وتابع.. “بلغ طول خط المسير كاملاً 6 كم وشهد الطقس انخفاضا في درجات الحرارة حيث سجلت 11 درجة عند البداية و 8 درجات عند النهاية مساء أما درجة حرارة المياه فكانت 2 درجة مئوية وسرعة الرياح 12 كم وشهد المشاركون أمطارا غزيرة في ساعات المساء مما زاد من الحماس والتشويق لديهم وأضاف جوا حقيقيا من المغامرة في المسير”.
وأشار نويلاتي إلى أن المشاركين سجلوا تنوعا في التربة ضمن المنطقة التي تم استكشافها وتراوحت ما بين الصخرية و الكلسية البيضاء و الآزوتية الخصبة لافتا الى ان المنطقة غنية جدا بالصنوبريات و الأشجار المعمرة و النباتات التي تم توثيق مجموعة واسعة منها كالشوح و الدلب و البلوط و السنديان و الصنوبر و الجوز و الكستناء و البلوط و الزعتر البري و العرعر بالإضافة إلى الفطور.
أما الحيوانات فكان لها حضور واسع ضمن فقرات المسير حيث تم توثيق و مشاهدة السلمندر البري و البوم البري و خنفساء الصنوبر إضافة لملاحظة أثر يعتقد أنه للوشق البري و آثار قدم و أشواك حيوان النييص.
وذكر نويلاتي أن المسير تخلله العديد من العقبات كالبرك المائية و الجروف الصخرية الصغيرة و الممرات الضيقة المرتفعة و الطبقة النباتية الكثيفة التي شكلت عائقاً في بعض المقاطع اضافة للأمطار الغزيرة التي ساهمت في زيادة صعوبة خط العودة و التسلق و أخيراً البرد و الرياح لكنه أشار إلى أن خبرة الطاقم
المشرف على المسير وحماس المشاركين الكبير ساعد على تجاوز هذه العوائق.
والجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تأسست رسمياً في 7 كانون الثاني عام 2008 مقرها دمشق وتهدف إلى استكشاف وتوثيق الطبيعة السورية وإتاحة الفرصة للشباب لاختبارها عن قرب وتعلم كيفية التأقلم معها وقد استمرت الجمعية في ممارسة نشاطاتها خلال الأزمة في مختلف المناطق السورية وتم تكريمها عام 2013 من قبل وزارة السياحة السورية خلال حفل اليوم العالمي للسياحة .
ياسمين كروم